إذا استيقظتِ في أحد الأيام على آلام شديدة بأجزاء مختلفة من منطقة الحوض، مع شعور بالضغط أو الثقل بهذه المنطقة، فربما تكونين مصابة بآلام الحوض المزمنة التي تستمر لمدة 6 أشهر أو أكثر، وتحتاج إلى تدخل طبي للعلاج.
وفق موقع "The Conversation"، تؤثر الإصابة بآلام الحوض المزمنة في 5-26% من النساء بجميع أنحاء العالم، حيث تختلف شدة ونوع الألم الذي تعانيه النساء بمنطقة الحوض، باختلاف سبب الإصابة وحسب كل حالة، إذ تعاني بعض المصابات بانتباذ بطانة الرحم من آلام شديدة يومياً، فيما لا تشعر أخريات بأي آلام.
وتظهر أعراض أخرى مصاحبة لآلام الحوض المزمنة مثل الشعور بالوجع خلال الدورة الشهرية أو ممارسة العلاقة الزوجية، وعند التبول وخلال حركة الأمعاء.
تتنوع أسباب الإصابة بآلام الحوض المزمنة، التي تحدث في المنطقة أسفل السرة وبين الوركين؛ فربما تكون نتيجة حالة طبية واحدة، أو تكون عرضاً لمرض آخر.
ينتج الانتباذ البطاني الرحمي عن نمو النسيج المشابه لبطانة الرحم خارج العضو سواء على المبايض أو الأمعاء والأنسجة المبطنة للحوض، ما يزيد الألم وتصاب به النساء في فترة الخصوبة.
تعرض العظام والمفاصل والأنسجة الضامة إلى مشكلات صحية مثل الألم العضلي الليفي والتوتر في عضلات قاع الحوض يسبب آلاماً ملحوظة.
الإصابة بعدوى لفترة طويلة قد تنتقل عن طريق العلاقة الزوجية، ما يتسبب في حدوث ندبات بأعضاء الحوض ثم الشعور بآلام مزمنة، وفقاً لما ذكره موقع "مايو كلينك".
إذا أجريت عملية جراحية لإزالة أحد المبيضين أو كليهما، فيمكن ترك بقايا المبيض عن طريق الخطأ، وقد تشكل هذه الأنسجة المتبقية أكياساً مؤلمة.
لا تعتبر هذه الأورام من الأورام السرطانية، لكنها قد تخلق ضغطاً أو شعوراً بالثقل أسفل المعدة وأسفل الظهر.
الإصابة بمتلازمة القولون العصبي قد تسبب الانتفاخ والإمساك أو الإسهال، إلى جانب آلام في الحوض والشعور بضغط في تلك المنطقة، فيما يؤدي التهاب المثانة إلى التبول المتكرر، مع شعور بألم في الحوض أثناء امتلائها.
التعرض المتكرر لنوبات الاكتئاب والتوتر أو الاعتداء الجسدي يزيد خطر الإصابة بآلام الحوض المزمنة، وبالنسبة للنساء يؤدي الاضطراب العاطفي إلى تفاقم آلامهن.
أجرى باحثون دراسة على 85 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18-50 عاماً من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والبرتغال، 59 منهن يعانين آلام الحوض المزمنة، من بينهن 25 امرأة مصابة بالتهاب بطانة الرحم، و13 يعانين متلازمة آلام المثانة، و15 مصابة بالتهاب بطانة الرحم ومتلازمة آلام المثانة معاً، و6 نساء يشعرن بالألم دون سبب محدد.
ولفهم ما إذا كانت تختلف آلام الحوض باختلاف الشخص، أُجريت سلسلة من الاختبارات الحسية على المشاركات في الدراسة، تضمنت تعريضهن لأحاسيس مختلفة، مثل الاهتزاز واللمس والضغط ودرجة الحرارة.
وكشفت الدراسة أن النساء اللاتي يعانين من آلام الحوض المزمنة واللائي يعانين من آلام المثانة كانت لديهن عتبات ألم أقل عندما يتعلق الأمر بإحساس الضغط على الجزء السفلي من البطن والحوض، مقارنةً بالمجموعة الضابطة، ما يشير إلى وجود صلة بين أعضاء الحوض والجلد تزيد الشعور بالألم.
كما توصلت إلى أن بعض النساء اللاتي يعانين من آلام مزمنة كانوا أقل قدرة على اكتشاف التغيرات في درجة الحرارة واللمس، ما يشير إلى أن آلام الحوض المزمنة بالنسبة للبعض قد تكون ناجمة عن تلف الأعصاب.
ممارسة الرياضة تزيد تدفق الدم، وتساعد على تخفيف الألم، حيث يطلق الجسم خلالها مواد كيميائية تشعرك بالسعادة، وتعمل كمسكنات طبيعية، لذا يُنصح بممارسة من 30 إلى 45 دقيقة من التمارين المعتدلة -مثل المشي السريع- 5 أو 6 أيام في الأسبوع.
كما يمكنك الجلوس في حوض الاستحمام المملوء بالماء الدافئ لتخفيف الشعور بالألم أو استخدام "الإربة" على المنطقة المصابة، أو ممارسة اليوجا وتمارين التنفس العميق لتقليل الضغط والتوتر الذي يمكن أن يفاقم الألم المزمن، حسب موقع "WebMD".
في بعض الحالات، يرتبط ألم الحوض المزمن بنقص الفيتامينات والمعادن الرئيسية في الدم، لذا يمكن الحصول على مكملات فيتامين "د" وفيتامين "ه"ـ والمغنيسيوم -تحت إرشاد الطبيب- للمساعدة على تهدئة آلام الحوض المزمنة.
إضافةً إلى ذلك، قد توفر الأعشاب أيضاً الراحة من الألم المزمن، حيث يساعد "دونغ كاي" والعرق السوس وزيت زهرة الربيع المسائية والصفصاف على تخفيف الالتهاب بشكل طبيعي.