بارقة أمل.. دواء لعلاج الربو يكافح حساسية الطعام

إذا تناولتَ طعاماً ما ثم شعرت بألمٍ في الجهاز الهضمي، ظهر معه طفح جلدي والتهاب في الشعب الهوائية، فأنت تعاني من حساسية الطعام التي تسبب أعراضاً حادة قد يهدد بعضها الحياة، لكن لا داعي للقلق؛ فهناك بارقة أمل قد تمكنك من تناول أطعمتك المفضلة التي تمنعك الحساسيةُ من تذوقها.

وفق تجربة سريرية جديدة يُموِّلها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية بأمريكا، فإن دواءً شهيراً يحتوي على المادة الفعالة "أوماليزوماب" – وهي أجسام مضادة أحادية النسيلة، تعزز استجابة الجهاز المناعي – يُستخدَم لعلاج الربو بالحقن تحت الجلد، على وشك أن يصبح مرخصاً لعلاج حساسية الطعام أيضاً.

تأثير "أوماليزوماب" على مسببات حساسية الطعام

كان الهدف من المرحلة الأولى من الدراسة الكشف عن تأثير فاعلية المادة الفعالة "أوماليزوماب" على مسببات الحساسية لدى الأطفال والبالغين، ومحاولة تقليل احتمالية ردود الفعل عند تناول كميات صغيرة من أطعمة مسببة للحساسية.

شارك في الدراسة 165 طفلاً ومراهقاً تتراوح أعمارهم بين 1-17 عاماً، و3 بالغين تتراوح أعمارهم بين 18-55 عاماً، جميعهم يعانون من حساسية الفول السوداني، واثنين على الأقل لديهم حساسية من أطعمة شائعة أخرى.

لاحظت لجنة مراقبة البيانات التابعة للدراسة أن المشاركين الذين تلقوا حقن "أوماليزوماب" استطاعوا تناول جرعات من الفول السوداني والبيض والحليب والكاجو دون حدوث رد فعل تحسسي، مقارنةً بالمشاركين الذين تلقوا حقناً من دواء وهمي (عبارة عن دواء لا يحتوي على أي مادة فعالة تضر المشارك).

وبناءً على هذه النتائج الإيجابية، تُراجِع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) طلب ترخيص تكميلي للعقار المحتوي على المادة الفعالة "أوماليزوماب" لعلاج حساسية الطعام؛ حيث يمكنه إنقاذ مَن يتناولون وجبات جاهزة وأطعمة معبأة تسببت من قبل في ردود فعل تحسسية مميتة دون قصد؛ نتيجة احتوائها على مكونات مُسبِّبة للحساسية، حسب مجلة "People".

الفرق بين حساسية الطعام وعدم تحمله

يشير مصطلحا الحساسية وعدم تحمل الطعام إلى رد فعل الجسم تجاه مادة غريبة تم تناولها، ورغم ذلك فإن الحالتين مختلفتان؛ لذا دعنا نكشف لك عن الفرق بينهما من حيث الأسباب والأعراض.

متى يحدث عدم تحمل الطعام؟

يحدث عدم تحمل الطعام عندما تواجه أمعاؤك صعوبة في معالجة أو هضم بعض الأطعمة، وهي حالة لا تشكل تهديداً على الحياة، لكنها قد تسبب مجموعة من الأعراض المزعجة المرتبطة بالجهاز الهضمي، بما في ذلك الانتفاخ وآلام المعدة يصاحبها إمساك أو إسهال مع شعور بالتعب والغثيان، وفقاً لموقع "Allergy UK".

قد تشمل أعراض عدم تحمل الطعام احمرار الجلد، أو الشرى (طفح جلدي أحمر اللون مثير للحكة)، أو نوبات الأكزيما أو الوذمة الوعائية (تورم عميق في الأنسجة)، ويمكن أيضاً أن تمتد الأعراض إلى التهاب الأنف وضيق التنفس وصفير الصدر، إضافةً إلى الصداع والخفقان، وتتضمن الحالات الشائعة لعدم تحمل الطعام ما يلي:

اللاكتوز

اللاكتوز نوع من السكر موجود في منتجات الألبان، مثل حليب البقر والجبن والزبادي. ويحدث عدم تحمل اللاكتوز بسبب نقص إنزيمات اللاكتاز، التي تساعد على تكسير اللاكتوز في الأمعاء، حسب "Healthline".

الجلوتين

الجلوتين الذي لا تتحمله المعدة هو خليط من البروتينات الموجودة في الأطعمة، مثل القمح والشعير والجاودار، ويمكن العثور عليه في الأطعمة مثل الخبز والبسكويت والمعكرونة والكعك، وقد يحتاج بعض الذين يعانون من عدم تحمل الجلوتين إلى تجنُّب الشوفان أيضاً، وفقاً لـ"Allergy UK".

الكبريتات

الكبريتات مواد حافظة غذائية شائعة، قد تسبب أعراض عدم تحمل الطعام لدى المصابين بالربو، وغالباً ما توجد في عصير التفاح والنبيذ والبيرة والفواكه المُجففة، وفقاً لـ"Healthline".

الغلوتامات الأحادية الصوديوم

الغلوتامات الأحادية الصوديوم (MSG) توجد بشكل طبيعي في الفواكه الناضجة واللحوم المعالَجة، وتُضاف عادةً إلى الأطعمة المالحة، حسب "Allergy UK".

البنزوات

بعض الأشخاص لا يتحملون الأطعمة التي تحتوي على البنزوات، وهي تُوجد في أطعمةٍ مثل التوت والحليب، وتُضاف إلى أطعمة أخرى مثل المشروبات الغازية والمربى والمخللات والحلوى والشوكولاتة.

متى تصاب بحساسية الطعام؟

تحدث الحساسية الغذائية عندما يتعرَّف جهازك المناعي على مادة دخيلة موجودة في طعام تتناوله؛ حيث يطلق جهاز المناعة أجساماً مضادة لمحاربته. وتشمل الأعراض العطاس والدوار، والطفح الجلدي وحكة، إضافةً إلى تورم في الوجه والشفتين والعينين، والسعال وصفير الصدر وضيق التنفس، مع آلام في المعدة وإسهال، وفقاً لـ"Healthline".

ويوصي اختصاصيو الرعاية الصحية بخطة لتخفيف الأعراض ومنع رد الفعل من خلال تجنب الأطعمة التي تثير الحساسية وعدم تحمل الطعام، كما يوصون بتناول أدوية لا تستلزم وصفة طبية مثل مضادات الهيستامين والكريمات الموضعية، إضافةً إلى العلاج المناعي للمساعدة في تقليل شِدة ردود الفعل.