تعد التهابات الأذن من المشاكل الصحية الشائعة في مرحلة الطفولة، التي يحذر الأطباء من تكرارها عند الأطفال، بسبب تأثيرها في اللغة والنمو الجسدي.
يتعامل الآباء مع التهابات الأذن لدى الأطفال على أنها مشكلة صحية عابرة، ويمكن حلها من خلال بعض المضادات الحيوية، ولكن قد تؤثر مثل هذه الالتهابات المزعجة على تطور اللغة، حيث يؤدي تراكم السوائل خلف طبلة الأذن إلى إلحاق الضرر بسمع الأطفال، نقلاً عن "Timesofindia".
كشف بحث جديد أجراه علماء من جامعة فلوريدا، أنه عندما تصبح التهابات الأذن مزمنة، فإن فقدان السمع المتكرر والمؤقت، يمكن أن ينتج عنه عجز في المعالجة السمعية، وتطور اللغة لدى الأطفال، نقلاً عن "University of Florida News".
وفي هذا الإطار، قالت أستاذة علوم النطق واللغة والسمع والباحثة الرئيسية في الدراسة سوزان نيتروير، إنه يجب التعامل مع جميع التهابات الأذن بشكل جدي، حيث ينبغي على الآباء أن يعوا جيداً أن طفلهم قد يكون لديه بعض السوائل في الأذن الوسطى، دون أن يكون الأمر مؤلماً.
التهابات الأذن
ويمكن للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 4 سنوات، ويعانون من التهابات الأذن المتكررة، أن تقل لديهم معدل حصيلة الكلمات، ويواجهون صعوبة في مطابقة الكلمات التي تبدو متشابهة مقارنةً بالأطفال الذين لديهم عدد مرات أقل من التهابات الأذن أو لا يعانون منها على الإطلاق.
كما سيواجهون صعوبة في التعرف على التغيرات في الأصوات، ما يشير إلى وجود مشاكل محتملة في قدرة الدماغ على معالجة المعلومات السمعية، لذا فإن علاج التهابات الأذن يؤدي إلى تقليل تراكم السوائل، الذي يعيق تطور اللغة، وفي الحالات التي تكون فيها التهابات الأذن متكررة ويحدث تراكم للسوائل، يمكن أن يؤدي وضع الأنابيب في طبلة الأذن إلى تسهيل التصريف واستعادة السمع.
وبهذا الخصوص، أكد استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة في مومباي الدكتور أميت بي غاوادي، إنه يمكن أن تؤدي التهابات الأذن المزمنة أو المتكررة لدى الأطفال إلى فقدان السمع المؤقت، ما يعرقل الفترة الأساسية لاكتساب اللغة.
وقد يعاني الأطفال المصابون بالتهابات الأذن خلال سنوات النمو الحرجة من 5 إلى 17 عاماً من تأخر في مهارات الكلام واللغة، إضافةً إلى صعوبة في فهم ومعالجة المعلومات السمعية، وغالباً ما تتداخل أعراض ضعف السمع الناجم عن التهابات الأذن مع أعراض حالات مرضية أخرى مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ما يؤدي إلى تشخيصات خطأ محتملة.
ووفقاً للبحث، فإن الأطفال الذين يعانون من عدم تطور الكلام واللغة، يواجهون صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي، لذا يُنصح بالكشف المبكر والعلاج، كما يجب على الآباء ومقدمي الرعاية توخي الحذر في مراقبة علامات التهابات الأذن، مثل شد الأذنين، أو الإحساس بالامتلاء أو الانسداد، أو التهيج أو تصريف السوائل، حيث تشير إلى أن هناك مشكلة صحية.