يُعتبر العلاج بالهرمونات البديلة (HRT) علاجاً شائعاً لتخفيف أعراض انقطاع الطمث، مثل الهبات الساخنة والتعرق الليلي، ومع ذلك يتزايد الاهتمام بفهم تأثيره على صحة القلب والأوعية الدموية ومقاومة الأنسولين.
العلاج الهرموني قد يساعد على تحسين صحة القلب
حسب موقع "Medical News Today" تشير الدراسات الحديثة مثل تلك التي قُدمت في الاجتماع السنوي 2024 لجمعية انقطاع الطمث، إلى أن العلاج الهرموني قد يساعد على تحسين صحة القلب، فقد وجدت دراسة بقيادة مركز بن ستايت هيرشي الطبي، استناداً إلى بيانات من مبادرة صحة المرأة (WHI)، أن استخدام العلاج القائم على الإستروجين مرتبط بزيادة الكوليسترول الجيد (HDL-C) وتقليل الكوليسترول السيئ (LDL-C).
إضافةً إلى ذلك، أظهرت الدراسة انخفاضاً بنسبة 15-20% في مستوى (Lipoprotein a)، وهو شكل من الكوليسترول السيئ المرتبط بمشاكل القلب، كما وجد أن HRT يقلل من مقاومة الأنسولين ما يساهم في الوقاية من السكري.
مع انخفاض مستويات الإستروجين بعد انقطاع الطمث تزداد مخاطر الإصابة بأمراض القلب، فهو يلعب دورًا هامًا في الحفاظ على مرونة الأوعية الدموية ويعزز توازن الكوليسترول، وانخفاض مستويات الإستروجين يؤدي إلى تراكم اللويحات في الشرايين وارتفاع ضغط الدم، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
أظهرت دراسة أخرى من كلية الطب بجامعة دريكسل أن HRT يمكن أن يحسن حساسية الإنسولين لدى النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، وقد وجدت هذه الدراسة التي حللت 17 تجربة عشوائية، أن العلاج الهرموني يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
HRT يزيد خطر تجلط الدم وسرطان الثدي لدى بعض النساء
على الرغم من الفوائد المحتملة للعلاج الهرموني فإنه ليس مناسبًا للجميع، حيث يحذر الأطباء من أن HRT قد يزيد من خطر تجلط الدم وسرطان الثدي لدى بعض النساء خاصةً أولئك اللواتي لديهن تاريخ عائلي قوي للإصابة بسرطان الثدي، لهذا السبب يُنصح بتقييم الحالة الصحية لكل مريضة بشكل فردي مع طبيبها.
وعلى الرغم من الدراسات المتزايدة حول HRT تبقى بعض الأسئلة دون إجابة، هل يجب التوقف عن تناول HRT بعد سن معينة لتجنب مخاطر سرطان الثدي؟ وهل يمكن استخدامه لدعم صحة الدماغ والقلب بشكل وقائي؟ الأطباء ما زالوا يدرسون هذه الأسئلة، ويؤكدون على أهمية استشارة الأطباء لتحديد العلاج الأمثل لكل حالة.