أظهرت دراسة حديثة نُشرت في "Journal of the American College of Cardiology" أن التعرض للمعادن البيئية قد يكون له تأثير كبير على صحة القلب، إذ يُعتقد أن تراكم المعادن الثقيلة مثل الكادميوم، التنجستن، واليورانيوم في الجسم يرتبط بزيادة خطر تصلب الشرايين، وهي حالة تؤدي إلى تراكم الكالسيوم في الشرايين التاجية.
استندت الدراسة إلى بيانات من "الدراسة متعددة الأعراق لتصلب الشرايين (MESA)" التي شملت أكثر من 6,400 مشارك من خلفيات عرقية متنوعة، تراوحت أعمارهم بين 45 و84 عاماً، تم قياس مستويات المعادن في بول المشاركين بما في ذلك المعادن الثقيلة مثل الكادميوم والمعادن الأساسية مثل النحاس والزنك.
أكد الباحثون أن ارتفاع مستويات الكادميوم والتنجستن في البول ارتبط بتراكم أكبر للـكالسيوم في الشرايين التاجية خلال فترة 10 سنوات، كانت مستويات الكادميوم في البول أعلى بنسبة 51% عند بداية الدراسة و75% بعد مرور 10 سنوات، كما أشارت الدراسة أيضًا إلى أن التعرض للتنجستن واليورانيوم ارتبط بزيادة نسبتها 45% و39% في مستويات الكالسيوم في الشرايين.
تأثير المعادن على صحة القلب
على النقيض من المعادن الثقيلة وُجد أن المعادن الأساسية مثل النحاس والزنك ارتبطت بانخفاض في تراكم الكالسيوم، وانخفضت نسبة الكالسيوم المرتبطة بالنحاس من 55% إلى 33% خلال فترة الدراسة، بينما انخفض تأثير الزنك من 85% إلى 57%.
أظهرت الدراسة أيضاً أن مستويات المعادن كانت أعلى في بول المشاركين الأكبر سناً ومن أصول صينية وكذلك في المشاركين من لوس أنجلوس، وتم تفسير ذلك بتأثير التعرض البيئي المتفاوت حسب الموقع الجغرافي، وهو ما يعكس اختلافات في مستويات التلوث والعوامل البيئية الأخرى.
العوامل البيئية تؤثر على صحة القلب
قال تشنغ-هان تشن؛ مدير برنامج القلب الهيكلي في MemorialCare Saddleback Medical Center، أن التلوث المعدني أصبح مصدر قلق رئيسي في الصحة العامة، وعلى الرغم من أن الدراسة لم تحدد بوضوح كيفية تعرض الأفراد لهذه المعادن، سواء عن طريق الهواء أو الطعام، فإنها تشدد على أهمية اتخاذ سياسات بيئية صارمة للحد من التعرض لهذه الملوثات.