وجود روبوت داخل غرف العمليات لإجراء عملية جراحية دقيقة بالقلب، لم يعد مشهداً خيالياً بل حقيقة تحدث داخل غرف العمليات، وأدت إلى نشاط أسواق الروبوتات الجراحية في الآونة الأخيرة، وسط توقعات بزيادة قيمتها 10 مليارات دولار عالمياً نهاية هذا العام.
الجراحة الروبوتية تساعد على إجراء العمليات عن بعد
انتشار الجراحة الروبوتية يكسر الحواجز أمام العلاج الطبي المتخصص لأمراض القلب، ويساعد الجراحين على إجراء عمليات عن بُعد، إضافةً إلى توجيه الأطباء بالمناطق النائية وذات المرافق الطبية السيئة، حسب موقع medical device.
ففي عام 2019، أجريت أول جراحة قلب عن بُعد في الهند، وكانت الأولى من نوعها في العالم، حيث أوصت دراسة نُشرت في مجلة EClinicalMedicine بأهمية نشر مثل هذه التكنولوجيا في المناطق التي تعاني من انخفاض المعدات الطبية، مع ضرورة تحسين شبكات الاتصالات اللاسلكية أولاً مثل 5G.
يعتبر نظام دافنشي الجراحي من بين الأنظمة الروبوتية المتقدمة المستخدمة في جراحة القلب والأوعية الدموية المعقدة، حيث تزود هذه الأنظمة الجراحين برؤية أفضل من خلال التصوير ثلاثي الأبعاد عالي الدقة.
بالنسبة لجراحة القلب المفتوح التقليدية، فإنها تسبب شقوقاً كبيرة في الصدر وقد تسبب مضاعفات خطيرة، لكن جراحة القلب الروبوتية عكس ذلك، حيث يُحدث الجراح شقوقاً صغيرة، ما يقلل من حجم الألم وكمية الدم المفقودة، ويسرع وتيرة تعافي المريض.
ومن بين المزايا الأخرى لجراحة القلب الروبوتية هي قدرتها على تقليل الضغط البدني على الجراحين، حيث يستطيع النظام الآلي ترجمة حركات يد الجراح إلى حركات أصغر وأكثر دقة لأدوات صغيرة داخل جسم المريض.
ويمكن لجراحة القلب الروبوتية النجاح في العمليات الدقيقة مثل إصلاح الصمام التاجي، وتطعيم مجازة الشريان التاجي، واستئصال أنسجة القلب.
بمساعدة الروبوت تم استبدال الشق الكبير بشقوق صغيرة
من خلال المساعدة الآلية، يستطيع الطبيب إصلاح الصمام التاجي المتعطل والذي ينظم تدفق الدم بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر، حيث تتم بأقل قدر من التدخل البشري، ما يحافظ على الصمام وتعزيز عملية تعافي المريض.
كما أحرزت الجراحة الروبوتية نجاحاً في عملية مجازة الشريان التاجي، التي كانت تتطلب من قبل إدخال الروبوت عمل شق كبير أسفل الصدر واستخدام آلة القلب والرئة، لكن بمساعدة الروبوت يتم عمل شقوق صغيرة بين الأضلاع، وبالتالي لا يحتاج الجراح إلى آلة القلب والرئة ويقلل من خطر حدوث مضاعفات.
وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من عدم انتظام ضربات القلب، فإن الأنظمة الروبوتية تساهم في التخلص من الأنسجة غير الطبيعية التي تسبب عدم انتظام ضربات القلب دون الإضرار بالأنسجة السليمة المحيطة.