فقد شاب من المنيا بمصر حياته إثر تعرضه لانفجار في المخ بسبب الضغوطات بالعمل، حيث توفي خلال عودته من العمل في أحد الفنادق القريبة من المدينة كموظف استقبال، ما يشير إلى ارتباط الضغوط المهنية بالصحة النفسية والجسدية.
وضغوطات العمل لا تقتصر فقط على القيام بالكثير من المهام، بل قد يشعر الموظف بالضغط بسبب الصراع مع زملاء العمل أو ثقافة مكان العمل السامة كما أن تعامل بعض المديرين يزيد من قلق وإجهاد الموظفين؛ لذا تكشف "بوابة صحة" عن تأثير الضغط النفسي على الدماغ.
عندما تشعر بالتوتر والإجهاد من العمل، يمر الدماغ بردود فعل قد يكون بعضها جيد والآخر سيء بسبب حمايته من التهديدات المحتملة، فرغم أن الضغط النفسي قد يساعد البعض على تذكر أدق التفاصيل بشأن شيء ما، لكن يؤدي كذلك إلى تقليص حجم الدماغ.
الضغط النفسي يسبب الاكتئاب
يؤدي الضغط النفسي المزمن إلى الإصابة بالاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب واضطراب ما بعد الصدمة، حيث يساهم في تغيرات طويلة الأمد في الدماغ، حيث لاحظوا أن الضغط يزيد من إنتاج الخلايا المنتجة للميالين فهو مادة دهنية تحيط بالمحور العصبي، لكن الضغط يؤدي إلى وجود عدد أقل من الخلايا العصبية.
وهذه الزيادة في الميالين مع انخفاض الخلايا العصبية له تاثيرات سلبية على حُصين الدماغ، كما يعطل الضغط النفسي أنظمة السيروتونين والدوبامين في الجسم.
يمكن للضغط النفسي المزمن بالعمل التسبب في تغييرات طويلة الأمد ببنية ووظيفة الدماغ، ويحتوي الدماغ على جزء مهم يُعرف بـ"المنطقة الرمادية" مسؤولة عن التفكير واتخاذ القرارات وحل المشكلات، حسب موقع Verywell Mind.
كما يحتوي الدماغ على المادة البيضاء المكونة من "الميالين" التي تتكون من جميع المحاور التي تتصل بمناطق أخرى من الدماغ لتوصيل المعلومات، وعند التعرض للضغط النفسي والإجهاد يحدث إفراط في إنتاج "الميالين" التي تؤدي لتغيرات في المادة البيضاء والمنطقة الرمادية والتأثير في بنية الدماغ.
تتدمر الخلايا العصبية في الدماغ بسبب الضغط النفسي
عند الشعور بالضغط يفرز الجسم هرمونات التوتر التي يمكن أن تدمر الخلايا العصبية في الدماغ خاصة التي تم تكوينها حديثاً، ويمكن للضغط النفسي المزمن أن يوقف إنتاج الخلايا العصبية الجديدة في الحُصين.
التعرض المستمر للضغط النفسي في العمل يساهم في إنتاج الجلوتامات فهو ناقل صعبي له دور في تنظيم الحالة المزاجية والإدراك ووظائف الذاكرة، لكن فرط الجلوتامات يسبب تلف وموت خلايا الدماغ، ويزيد من خطر الإصابة بألزهايمر ومرض باركنسون.