الصيف هو الوقت الأكثر ترقباً في السنة مع الأيام الطويلة والإجازات الشاطئية والمغامرات مع الأصدقاء، لكن بالنسبة للشباب المراهقين الذين يعانون من مشكلات في صورة الجسم، يتسبب الصيف في إثارة مشاعر القلق والاكتئاب، لأن الطقس الحار يعني ملابس أقل والكشف عن المزيد من الجلد وعدم القدرة على الاختباء تحت الملابس الثقيلة.
تحسين صورة الجسم ليس سهلاً لكن هناك خطوات يمكنك اتخاذها لتخفيف الأفكار السلبية ومشاعر الشك في الذات، لتمكنك من الاستمتاع بشكل كامل بأوقات الصيف، قدمها معهد "New port institut".
أفكار الشباب عن صورة جسمهم
صورة الجسم هي كيفية تفكير الشخص وشعوره تجاه جسمه وكيف يشعر أن الآخرين يرون جسمه، وهي يمكن أن تتأثر بالعوامل الداخلية مثل الشخصية أو الصحة العاطفية، بما في ذلك أي اضطرابات موجودة مثل الاكتئاب أو القلق، وبالعوامل الخارجية مثل الصور الإعلامية أو مجموعات الأصدقاء.
ويمكن أن تتقلب صورة الجسم بمرور الوقت ففي بعض الأيام نشعر بمزيد من الثقة والقبول لجسمنا ولكن في أيام أخرى قد تجعلنا لمحة عن صورة على وسائل التواصل الاجتماعي أو تعليق من أحد الأحباء نشعر أننا لسنا نحيفين بما فيه الكفاية.
الحملات الصيفية التي تدعو لتحقيق "فورمة الساحل" تساهم في الرواية التي تقول إن الأجسام الصيفية "المقبولة" فقط هي النحيفة وصاحبة اللياقة البدنية، حيث تتسلل مشاعر الحسد إلى وسائل التواصل الاجتماعي المليئة بصور المشاهير الجميلة والمستعرضين بألبسة ضيقة وبيكيني.
كما يقارن الشباب أنفسهم بالأصدقاء الذين يعتقدون أن لديهم الجسم المثالي، هذا يمكن أن يزيد من الشكوك الذاتية والقلق بشأن التواجد في الأماكن الاجتماعية أو ارتداء الشورتات، كما يشعرون أيضاً أن الآخرين يحكمون سراً على أجسامهم.
الشباب الذين يعانون من صورة جسم سلبية غالبًا ما يكونون مشغولين بالأفكار والمشاعر السلبية حول أجسامهم وجاذبيتهم، نتيجة لذلك قد يتبنون سلوكيات قهرية مثل البحث عن التقدير أو التحقق من مظهرهم في المرآة، أو قد يتجنبون الأماكن مثل المسابح والشواطئ وغيرها من الفعاليات الاجتماعية الصيفية بسبب شعورهم بالخجل من أجسامهم، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بتدني احترام الذات وزيادة مستويات الاكتئاب والقلق.
ويمكن أن يؤدي عدم الرضا عن الجسم أيضًا إلى اتباع أنظمة غذائية صارمة وأشكال أخرى من اضطرابات الأكل، وقد يتصاعد هذا بسرعة إلى اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي والشره المرضي.
"التغذية الجيدة، والتمارين، والنوم المنتظم" ليست مجرد عادات جيدة، بل تؤثر الثلاثة مباشرةً على المواد الكيميائية العصبية التي تنظم الصحة النفسية، على سبيل المثال، المشي في الطبيعة له فوائد صحية مثبتة بما في ذلك تقليل التوتر وانخفاض القلق وتحسين المزاج والرفاهية العامة.
تظهر الأبحاث أن الأشخاص بين 16 و24 عاماً يقضون في المتوسط 3 ساعات يومياً على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن يكون تقليل هذا الوقت مفيداً للصحة النفسية، حيث تظهر الدراسات أن تقليل الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي بنسبة 50% فقط لعدة أسابيع يحسن بشكل ملحوظ كيف يشعر الناس حول وزنهم ومظهرهم العام.
ارتداء ملابس تناسبك لتحسين صورة جسمك
الاحتفاظ بالملابس على أمل ارتدائها يوم ما وانتظار فقدان الوزن يمكن أن يسبب القلق والاكتئاب ويقلل من احترام الذات، لذا فأن ارتداء ملابس تناسب جسمك الحالي وتبرز جماله يمكن أن يحسن بشكل كبير من الثقة بالنفس وصورة الجسم العامة.
نحن جميعاً أفراد فريدون بأشكال وأحجام وميزات مختلفة يجب الاحتفاء بها، ابدأ طقساً يومياً حيث تحدد وتقدر شيئاً ما عن مظهرك، كلما قللت من مقارنة نفسك بالآخرين، زاد الوقت الذي يمكنك الاستمتاع به بما يقدمه الصيف.
إذا كنت قد حاولت التغلب على مشكلات صورة الجسم ولكنك لا تزال تعاني، فقد تكون تواجه شيئًا أكثر خطورة، مثل اضطراب تشوه الجسم (BDD) الذي يعاني أصحابه من الهوس بجانب من جوانب مظهرهم البدني أو بعيب صغير يشعرون أنه قبيح أو مشوه، ويسبب ضغوطاً كبيرة ويؤثر بشكل كبير على حياة الشباب اليومية ويقود إلى مستويات أعلى بكثير من الأفكار الانتحارية مقارنة بالاضطرابات النفسية الأخرى ويرتبط بعدد من اضطرابات الأكل.