كشفت دراسة جديدة عن فعالية بعض أدوية خفض الكوليسترول غير الستاتينية في تقليل خطر الإصابة بسرطان الكبد، وهو ما يفتح آفاقاً جديدة في الوقاية من هذا المرض، من خلال اتباع نمط حياة صحي واستخدام الأدوية المناسبة، خاصةً في الحالات التي تتطلب استخدام أدوية خفض الكوليسترول.
أظهرت الدراسة التي نُشرت في American Cancer Society Journal Cancer أن استخدام مثبطات امتصاص الكوليسترول، يمكن أن يقلل خطر الإصابة بـسرطان الكبد بنسبة 31%، ويُعتبر الإيزيتيميب الذي يتم تسويقه تحت أسماء مثل Zetia وEzetrol من أبرز هذه المثبطات، بينما لم تُظهر الأدوية الأخرى التي تم اختبارها مثل الفايبريت والنياسين وأحماض أوميجا-3 الدهنية، أي تأثير يُذكر على تقليل خطر الإصابة بسرطان الكبد.
الستاتينات التي تُعتبر الأدوية الأكثر شيوعاً لخفض مستويات الكوليسترول في الدم، تعمل عن طريق تثبيط إنزيم HMG-CoA reductase في الكبد، والذي يلعب دوراً مهماً في إنتاج الكوليسترول.
أدوية الستاتينات تخفض مستويات الكوليسترول
أوضح الدكتور وائل حرب؛ أخصائي أمراض الدم والأورام في Memorial Care Cancer Institute، أن الستاتينات تعمل على تقليل إنتاج الكوليسترول من خلال إبطاء عملية الإنتاج في الجسم، لكن في بعض الحالات مثل ارتفاع إنزيمات الكبد أو وجود مرض كبدي قد يتعذر استخدام الستاتينات، ما يدفع الأطباء إلى استخدام الأدوية غير الستاتينية، مضيفاً أن هناك حالات يمكن فيها استخدام الستاتينات والأدوية غير الستاتينية معًا لتحقيق أفضل نتائج.
على الرغم من أن الدراسة تشير إلى فعالية بعض الأدوية غير الستاتينية في تقليل خطر الإصابة بسرطان الكبد، إلا أن الدكتور تشنغ-هان تشين، أخصائي القلب في Memorial Care Saddleback Medical Center، أشار إلى أن الأدوية التي تم التحقيق فيها في الدراسة لم تعد تُستخدم كثيراً في الممارسة الطبية الحالية، موضحاً أن هناك أدوية أخرى غير الستاتينية، مثل مثبطات PCSK9، تُعتبر أكثر فعالية في خفض مستويات الكوليسترول.
الأدوية غير الستاتينية تقيك من سرطان الكبد
أوضح الدكتور وائل حرب أن مثبطات امتصاص الكوليسترول قد تقلل خطر الإصابة بسرطان الكبد من خلال تأثيرها على أغشية الخلايا وعملية الإشارة داخلها، مشيراً إلى دور الكوليسترول في إشارات الخلايا وتكاثرها، خاصةً عند وجود عوامل مثل عامل نمو بطانة الأوعية الدموية.
وأكد "حرب" أن سرطان الكبد مرض يمكن الوقاية منه، حيث إن الاستهلاك المفرط للكحول واستخدام التبغ والسمنة تعد من أبرز العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض، موضحاً أن السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني وعلاج التهاب الكبد B وC يمكن أن يساعد على تقليل خطر الإصابة بسرطان الكبد.