تسبب مضادات الاكتئاب زيادة الوزن لبعض الأشخاص، مما يجعلهم يترددون في تناولها، وقد كشفت دراسة حديثة عن الأدوية الأكثر احتمالاً للتسبب في زيادة الوزن، والتي تم نشرها في مجلة Annals of Internal Medicine الطبية.
الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب
راجع الباحثون السجلات الصحية الإلكترونية لأكثر من 183,000 شخص في الولايات المتحدة تتراوح أعمارهم بين 18 و80 عاماً، الذين بدأوا تناول مضادات الاكتئاب لأول مرة، تتبع الفريق وزن المشاركين على مدار 24 شهراً، وبيّنت كيف تراكمت الأدوية مقارنةً بـ Zoloft (سيرترالين)، وهو أكثر مضاد اكتئاب مُوصف بين المشاركين.
وقال الدكتور جاشوا بيتيمار؛ أستاذ مساعد في الطب السكاني في كلية الطب بجامعة هارفارد، إنه من المحتمل أن يكون المرضى الذين يعانون من زيادة الوزن غير المرغوب فيها كأثر جانبي لمضادات الاكتئاب أقل التزاماً بأدويتهم؛ لذا قارنت الدراسة زيادة الوزن بين مضادات الاكتئاب الشائعة من الخط الأول لكي يتمكن الأطباء من اتخاذ أفضل قرار لصحة مرضاهم.
زيادة الوزن بسبب مضادات الاكتئاب
على الرغم من أن الآلية الدقيقة ليست مفهومة تمامًا، هناك تفسيرات محتملة لزيادة الوزن بسبب مضادات الاكتئاب، حيث يشتبه بعض الخبراء في أن السبب قد يكون زيادة مستويات السيروتونين، وهو مركب كيميائي يؤثر على المزاج، بالإضافة إلى مستقبلات الهيستامين التي تتواجد في بعض مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وتشير بعض الأبحاث إلى أن مضادات الاكتئاب قد تؤثر على الأيض بتقليل معدلاته، وقد تؤثر أيضاً على هرمونات مثل الإنسولين، وتعزز تخزين الدهون، وتجعل الأشخاص يشعرون بالكسل ويصبحون أقل تحركاً.
يتفق الخبراء على أن زيادة الوزن عامل مهم عند اختيار مضاد الاكتئاب، حيث يمكن أن تؤدي زيادة الوزن إلى تفاقم حالات طبية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، لذا يجب أن يتناول مقدمو الرعاية الصحية هذه المخاوف بشكل استباقي، لكن زيادة الوزن ليست العامل الوحيد في اختيار مضاد الاكتئاب، حيث تعمل كل فئة من مضادات الاكتئاب بشكل مختلف، ويجب على الأطباء مراعاة أعراض الشخص وتاريخه الطبي وحالته المحددة.