"الوشم" وهو عملية حقن الحبر تحت الجلد لإنشاء تصميمات دائمة، أصبح شائعاً بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم، ومع هذا التزايد تنشأ تساؤلات حول سلامته وتأثيراته الصحية المحتملة، من بين هذه التساؤلات إذا كان الوشم يمكن أن يسبب سرطان الدم أو الجلد.
وفي السطور التالية تستعرض بوابة صحة الأدلة العلمية المتاحة حول هذا الموضوع، نقلاً عن موقع Medical News Today الطبي.
تتكون أحبار الوشم من مجموعة متنوعة من المكونات الكيميائية، بما في ذلك المعادن الثقيلة مثل؛ الزئبق، الرصاص، والزرنيخ، والمركبات العضوية مثل؛ الأزو والبوليمرات، بعض هذه المواد يمكن أن تكون مسرطنة في ظروف معينة، وحتى الآن لا توجد أدلة قاطعة تربط بين الوشم وسرطان الدم بشكل مباشر، ومع ذلك فإن التحليل المستمر للمواد الكيميائية المستخدمة وتأثيرها على الجسم لا يزال موضوعاً نشطاً للبحث.
دراسات مثيرة حول علاقة الوشم بسرطان الدم والجلد
نُشرت دراسة في American Society for Microbiology (ASM) journals في بداية يوليو 2024 اختبرت عينات من 75 نوعاً من أحبار الوشوم والمكياج الدائم المستخدم بشكل شائع في الولايات المتحدة، ووجدت أن 26 من هذه العينات كانت ملوثة بالبكتيريا المسببة للعدوى، وشملت هذه البكتيريا Staphylococcus epidermidis، التي يمكن أن تسبب مضاعفات صحية خطيرة.
دراسة أخرى نشرتها المجلة البريطانية للأمراض الجلدية في عام 2018، أشارت إلى أن الأشخاص الذين لديهم وشوم ملونة كانوا أكثر عرضة للإصابة بتغيرات جلدية محتملة السرطنة عند تعرضهم للشمس لفترات طويلة.
عند حقن الحبر في الجلد يمكن لبعض الجزيئات الصغيرة أن تنتقل عبر الجهاز الليمفاوي إلى أجزاء أخرى من الجسم، حيث وجدت دراسة نُشرت في مجلة "نيتشر" في عام 2017، أن جزيئات الحبر الصغيرة يمكن أن تنتقل إلى الغدد الليمفاوية وتبقى هناك لفترات طويلة، ما يثير القلق بشأن تأثيرها على الجهاز المناعي وصحة الدم.
والأكثر إثارة للقلق، أن دراسة من جامعة لوند في السويد، نشرت في مجلة eClinical Medicine الشهر الماضي، وجدت أن الوشم بأي حجم كان مرتبطًا بزيادة بنسبة 21% في خطر الإصابة بالليمفوما، وهو نوع من سرطان الدم، حيث نظر باحثو جامعة لوند في بيانات من السجل الوطني للسرطان في السويد، مع التركيز على الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و60 عامًا عندما تم تشخيصهم بالليمفوما بين عامي 2007 و2017.
يُنصح بالتحقق من نوعية الأحبار المستخدمة قبل إجراء الوشم
يُنصح الأفراد الذين يرغبون في الحصول على وشم بالتحقق من نوعية الأحبار المستخدمة والتأكد من أنها خالية من المواد المسرطنة المعروفة، يمكن القيام بذلك من خلال السؤال عن مكونات الحبر والتأكد من أن الوشم يتم في مكان مرخص ومعتمد.
يجب على الأفراد أيضاً اتباع إجراءات الرعاية اللاحقة للوشم، مثل تجنب التعرض المفرط لأشعة الشمس واستخدام واقي الشمس على المنطقة الموشومة، والحفاظ على نظافة الوشم وتجنب الحك أو التهيج يمكن أن يساعد في تقليل خطر العدوى والتفاعل السلبي.