طالما شغل عالم التجميل اهتمام النساء، وبات فناً يتقنه الرجال، ومع تزايد صيحات الجمال وسرعة انتقالها من شخص لآخر عبر مواقع التواصل، ظهرت فكرة "المكياج الدائم"، حيث تعيش المرأة بمكياج لا يمكن إزالته بغسل الوجه لفترة طويلة نسبياً.
المكياج الدائم أو "الوشم التجميلي" عبارة عن إجراء غير جراحي يُسمى التصبغ المجهري، يتضمن وضع أوشام وأصباغ محددة على أجزاء من الوجه، لتجنب متاعب وضع المكياج اليومي وإزالته، ويمكن أن يحسن من فقدان لون الجلد على المدى البعيد، حسبما نقلت "Medicinenet" عن د. "روهيني راداكريشنان"، متخصصة في جراحة الأنف والأذن والحنجرة والرأس والرقبة.
المكياج الدائم أو شبه الدائم -لا يوجد فرق بينهما- عبارة عن إجراء تجميلي غير جراحي، يُجرى من خلال إبر تُحقن تحت الجلد، وهي آمنة لبعض الحالات، لكنها قد تسبب مضاعفات صحية خطيرة في الحالات التالية:
يصبح الشخص عرضة للإصابة بالعدوى البكتيرية إذا لم يعقم خبير التجميل المعدات والإبر المستخدمة بشكل جيد، حيث يمكن أن تنقل الإبر غير المعقمة الأمراض مثل التهاب الكبد، وفيروس نقص المناعة البشرية، والتهابات المكورات العنقودية التي تحدث بسبب بكتيريا المكورة العنقودية، وتظهر هذه الأنواع من البكتيريا على الجلد.
يمكن أن يحدث رد فعل تحسسي تجاه حبر الوشم (الأصباغ المستخدمة)، لذلك، يجب إجراء اختبار لحساسية الجلد خلف الأذن، أو على الإصبع لمعرفة ما إذا كان هناك رد فعل.
من المحتمل أن تكون هناك آثار جانبية متعلقة بالعين، مثل فقدان الرموش، والتعرض لإصابة شديدة في الجفن، والشتر الخارجي، وهي حالة مرضية يحدث فيها انقلاب الجفن إلى الخارج، وبسببه تفقد العين الحماية، لأن الجفن لم يعد يغطيها، بجانب الإصابة بحساسية واحمرار في العين.
قد يعتبر الجسم حبر الوشم "مادة غريبة" ويتفاعل معها عن طريق تكوين عُقيدات (تسمى الأورام الحبيبية) حول جزيئات الصبغة.
يجب معرفة أن أصباغ المكياج الدائم، مثل أكسيد الحديد، قد تحتوي على عناصر معدنية، يمكن أن تتفاعل هذه المكونات مع أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي، ما يؤدي إلى تورم أو حرقان في المنطقة الموشومة التي خضعت للتصوير بالرنين المغناطيسي.
يستخدم المكياج الدائم أصباغاً متخصصة تتلاشى تدريجياً خلال سنة إلى 3 سنوات، وبالرغم من اعتباره آمناً بشكل عام، إلا أنه غير صحي للمرأة الحامل أو خلال فترة الرضاعة، ويُحظر استخدامه لمرضى التهاب المفاصل الشديد، والتصلب المتعدد، ومرضى الشلل الرعاش، ومن يعانون ضعف البصر، وإعتام عدسة العين، والضمور البقعي، وفقاً لـ"Drnumb".
بالرغم من المخاطر المحتملة، فإن هناك حالات تحتاج إلى إجراء المكياج الدائم، خاصةً من يعانون ترقق الحواجب بسبب العمر أو بعض الحالات الطبية، كما يعد مناسباً أيضاً لإخفاء تغير لون الجلد الناتج عن البهاق، وإعادة شكل الهالة التي تختفي بعد جراحة الثدي، فضلاً عن كونه حلاً جيداً للأشخاص الذين يعانون حساسية تجاه المكياج التقليدي والمؤقت.