ماذا يحدث لجسمك عند إضافة الحليب إلى القهوة؟

إذا كنت من الأشخاص الذين لا يمكنهم بدء يومهم إلا بعد تناول كوب من القهوة للحصول على الطاقة والذهاب إلى العمل.. فما رأيك في إضافة الحليب لتعزيز فائدتها في مكافحة الالتهابات بجسدك، حيث توصلت دراسات إلى تأثيرات إيجابية لهذا المشروب على الصحة العامة.

راقبت دراسة نُشرت في مجلة "الزراعة وكيمياء الأغذية" الخلايا لمعرفة ما يحدث عند مزج مادة البوليفينول -وهي مركب موجود بشكل طبيعي في بعض الأطعمة مثل القهوة- مع البروتين الموجود في الحليب، فاكتشف الباحثون ارتباط الجزيئات ببعضها البعض، وكانت الخلايا الناتجة عن المزج فعالة في مكافحة الالتهابات بمعدل الضعف عند شرب القهوة بالحليب مقارنة بتناول القهوة وحدها، بحسب موقع Prevention.com.

علاقة البوليفينول بالالتهاب

مادة البوليفينول التي تشمل مركبات الفلافونويد والأحماض الفينولية والستيلبين إضافة إلى الليغنان موجودة في العديد من الأطعمة النباتية، وقالت ميليسا بريست، المتحدثة الإعلامية الوطنية لأكاديمية التغذية وعضو في "Prevention’s Medical Review Board"، إن البوليفينول يعمل كمضاد للأكسدة ويساعد على مكافحة الجزيئات غير المستقرة التي يُطلق عليها "الجذور الحرة" ما يساهم في الحماية من تلف الخلايا الذي يحدث مع الالتهابات.

وأوضح د. سكوت زاشين، متخصص في الطب الباطني والروماتيزم، أن مادة البوليفينول لديها القدرة على تقليل الإجهاد التأكسدي المسبب للالتهابات، مشيراً إلى أنها تستخدم في صناعة المواد الغذائية لتحسين الجودة ومنع تغيير النكهات والحفاظ على سلامة الأغذية، فهي مادة حافظة طبيعية، ويمكن العثور عليها في التوت والأعشاب والتوابل والمكسرات وبذور الكتان والزيتون والشاي والعنب الأحمر والحبوب الكاملة وبعض الخضروات.

هذا ما يحدث للجسم عند شرب القهوة بالحليب

لمعرفة ما يحدث تحديداً في الالتهابات عند شرب القهوة بالحليب، أحدث الباحثون التهاباً بشكل اصطناعي وعرضوه للخلايا، وقال د. زاشين إنه عند الإصابة بالعدوى يُجهِز الجسم الخلايا البيضاء لمحاربتها ما يسبب الالتهابات في هذه العملية، كما أن الخلايا التي تعرضت للبوليفينول والأحماض الأمينية (لبنات البناء الرئيسية للبروتين) معاً لديها استجابة أفضل في تقليل الالتهابات مقارنة بوجود البوليفينول وحده أو تلك التي لا تحتوي على أي من المادتين.

وبناء على نتائج الدراسة، أشار "زاشين" إلى أنه إذا كنت تشرب القهوة الممزوجة بالحليب فهذا يعمل كمضاد للالتهابات أكثر من القهوة وحدها، ووفق رأي "بريست" كلما انخفضت الالتهابات بالجسم، يقل خطر تلف الخلايا والأنسجة ويؤدي ذلك إلى الحماية من خطر الإصابة بالأمراض التنكسية مثل ألزهايمر ومرض باركنسون.

أهم ما يمكن استخلاصه من الدراسة وفق رأي "زاشين"، أن اتباع نظام غذائي غني بالبوليفينول يصبح مضاداً للالتهاب خاصة لمرضى الروماتيزم أو الذئبة، وتشير الدراسة إلى أن إضافة الأطعمة مثل الحليب أو السلمون أو الدجاج وأنواع أخرى من اللحوم الخالية من الدهون والغنية بالبروتين له تأثير كبير مضاد للالتهاب.

طرق طبيعية أخرى للحد من الالتهابات

بخلاف التركيز على الفاكهة والخضروات الملونة والحبوب الكاملة والبروتينات النباتية لمكافحة الالتهابات، تنصح "بريست" بالحصول على قسط كافِ من النوم وممارسة الرياضة والسيطرة على التوتر لتقليل مشكلة الالتهابات.

وقال كيري غانز، اختصاصي تغذية، إن استهلاك كميات أقل من السكريات يساعد في تقليل الالتهابات داخل الجسم، مضيفاً أنه لا ينبغي للنتائج التي تشير إلى أهمية دمج البوليفينول مع البروتينات أن تنفي الفائدة العامة من تناول أطعمة غنية بالبوليفينول حتى دون البروتين.

وسلط "غانز" الضوء على سلبيات الدراسة لأنها أجريت على الخلايا وليس على البشر، قائلاً إنها دراسة مختبرية يمكن النظر إليها فقط على أنها نتائج أولية.