مع تزايد درجات الحرارة على كوكب الأرض في السنوات القليلة الماضية بشكل يؤثر في الحياة اليومية، يثير هذا الوضع القلق على بعض الأدوية الطبية التي يمكن أن تجعلها الحرارة الشديدة غير فعالة، ما يترك المرضى دون العلاجات الآمنة والفعالة التي يعتمدون عليها.
تأثير الحرارة على الأدوية
تقول جينيفر بروجوا، دكتورة صيدلة وخبيرة في الصحة من "Single Care"، إن التركيبات الكيميائية للعديد من الأدوية المعرضة لدرجات الحرارة المرتفعة يمكن أن تتسبب في تدهور الهياكل الجزيئية للأدوية، ما يؤدي إلى انخفاض في القوة والفعالية، حسب موقع "Verywell".
وتضيف "بروجوا" إن كل تركيبة دوائية يمكن أن تتفاعل بشكل مختلف مع تعرضها للحرارة؛ حيث قد تتغير ألوان الأقراص، أو تذوب، أو تطلق روائح غير عادية، في حين أن الكريمات والهلام يمكن أن تصبح مائية أو سميكة جداً، والتي بدورها يمكن تؤثر في كيفية امتصاص الجسم للدواء.
وتوضح "بروجوا" أن معظم الأدوية على شكل أقراص تكون أكثر فعالية بين 68 و77 درجة فهرنهايت (20-25 درجة مئوية)، ومع ذلك، قد تتمكن من تحمل تعرض قصير لدرجات حرارة تصل إلى 59 درجة فهرنهايت (15 درجة مئوية) وحتى 86 درجة فهرنهايت (30 درجة مئوية)، ومن المثالي الحفاظ على جميع الأدوية في درجة حرارة مستقرة.
فيما تقول ماريا بينو؛ دكتورة في علم الأدوية وأستاذة مساعدة في معهد نيويورك للتكنولوجيا، إن بعض الأدوية مثل الإنسولين، والمضادات الحيوية، والأدوية التعلقية، والأدوية البيولوجية المحقونة، وقطرات العين لعلاج الزرق، وبعض بخاخات الأنف، يجب أن تُخزن في درجات حرارة منخفضة تتراوح بين 35 و46 درجة فهرنهايت (1-8 درجة مئوية).
أدوية لا تتحمل الحرارة
يوضح توماس سو، دكتور صيدلة ومدير مجموعة معلومات الأدوية للمستهلكين في First Data Bank، لموقع Verywell أن الأدوية تتأثر بالحرارة بطرق مختلفة، وقدم قائمة بالأدوية التي من المرجح أن تتأثر بالحرارة الشديدة وما يحدث إذا تعرضت لدرجات حرارة مرتفعة:
حبوب منع الحمل: يمكن أن تتفكك الهرمونات في حبوب منع الحمل عند تعرضها للحرارة الشديدة، مما قد يقلل فعاليتها في حماية ضد الحمل.
هرمونات الغدة الدرقية: تمتلك هرمونات الغدة الدرقية نطاق جرعات ضيق، ويمكن أن تسبب الحرارة الشديدة تفككها، هذا الانخفاض في الفعالية يمكن أن يجعلها أقل فعالية كعلاج.
حقن الإبينفرين: المركب الكيميائي الموجود فيها حساس جداً لدرجات الحرارة المرتفعة، ويمكن أن تؤثر الحرارة أيضاً على المحلول السائل داخل القلم، مما يمكن أن يتداخل مع توصيل الدواء أثناء رد فعل تحسسي شديد.
المضادات الحيوية: تكون المضادات الحيوية أكثر عرضة للحرارة بعد مزجها مع السوائل لتكوين معلق، وقد يؤدي انخفاض الفعالية إلى تقليل فعالية هذه الأدوية في علاج العدوى، ما قد يتطلب استخدام المزيد من المضادات الحيوية أو أقوى.
أقراص وبخاخات النيتروجليسرين: يمكن أن تتفكك تحت تأثير الحرارة مما يقلل من فعاليتها، ونظرًا لاستخدامها بشكل عاجل لعلاج ألم الصدر، فإن أي انخفاض في الفعالية يمكن أن يكون له عواقب خطيرة - حتى مميتة.
الإنسولين: الإنسولين هو بروتين حساس جداً للتفكك في الحرارة الشديدة، يمكن أن يؤدي انخفاض الفعالية لدى شخص يحتاج إلى الإنسولين إلى الحموضة الكيتونية السكري (DKA) وحتى غيبوبة السكري.
منشطات المستقبلاتGLP-1 : الإنتاجات الجديدة من أدوية مكافحة السمنة بما في ذلك Ozempic وWegovy هي أيضاً بروتينات، وبالتالي فهي حساسة للحرارة الشديدة إذا تم استخدامها لعلاج السكري، يمكن أن تنفلت مستويات السكر في الدم، قد يجد الأشخاص الذين يتناولون الأدوية لفقدان الوزن أن الأدوية أقل فعالية بعد تعرضها لدرجات حرارة عالية.
الأسبرين: لا يمكن أن يصبح الأسبرين أقل فعالية فحسب عند تعرضه للحرارة المرتفعة، بل يمكن أن يتفكك مكوناته إلى حمض الأسيتيك وحمض الساليسيليك، والتي تتسبب هذه المركبات في اضطراب معدتك.
وفي الختام يحذر توماس سو؛ من أن الاستنشاق والبخاخات يمكن أن تنفجر في درجات الحرارة العالية، قد تتأثر أيضاً لصقات الأدوية إذا ذاب الصمغ.