"ماذا لو بإمكانكِ تأخير انقطاع الطمث وجميع المخاطر الصحية المرتبطة به؟".. هذا السؤال طرحته السيدة الأولى للولايات المتحدة خلال إعلانها عن مبادرة جديدة لصحة المرأة في البيت الأبيض، حيث سلط الضوء على صحة الجهاز التناسلي الأنثوي وعلاقته بطول عمر النساء.
عندما أجرى العلماء دراسات متعددة أدركوا أن الجهاز التناسلي الأنثوي لا تقتصر وظيفته على الإنجاب فقط، خاصة المبيضين بل أنهما مرتبطين بصحة المرأة عموماً، وعندما يحدث انقطاع الطمث وتدخل المرأة في سن اليأس تتدهور أجهزة الجسم الأخرى كالقلب والدماغ، ورغم أن النساء قد يعشن لفترة أطول من الرجال لكن هذا الوقت يحاربن فيه الأمراض.
قالت رينيه ويغرزين، مديرة وكالة مشاريع البحوث المتقدمة للصحة، إن المبيض هو العضو الوحيد الذي يتوقف عن العمل في وقت ما، وعمره الافتراضي يسهل من إجراء التجارب عليه، حيث يعتقد الباحثون أن التوصل إلى طريقة لإطالة عمر ووظيفة المبيض يغير صحة المرأة للأفضل.
وأوضحت جينيفر جاريسون، الأستاذ المساعد في معهد باك لأبحاث الشيخوخة، إن المبيضين أشبه بمركز التحكم، ويكونان شبكة معقدة من الإشارات في جسم النساء، فعن طريق هرموني الأستروجين والبروجستيرون، ومواد كيميائية أخرى يتواصل المبيضان مع كل الأعضاء الأخرى ويؤثران عليها تقريباً، وحتى الآن لا يعرف العلماء كيف يحدث كل ذلك.
يتحكم المبيضان في ظهور علامات الشيخوخة
لكن ما لاحظه العلماء أنه عند توقف المبيضين عن العمل بشكل طبيعي، تظهر حالات صحية عديدة للمرأة من بينها متلازمة المبيض المتعدد الكيسات التي تزيد من أمراض القلب والمشكلات العقلية وأمراض التمثيل الغذائي.
وفور استنفاد احتياطي البويضات، يحدث انقطاع الطمث وتتوقف الاتصالات الكيميائية للمبيضين، فيزيد خطر الإصابة بالخرف وأمراض هشاشة العظام والأوعية الدموية، وكلما وصلت المرأة لسن اليأس مبكراً تصيبها هذه الحالات الصحية في وقت أبكر، بحسب صحيفة "نيوريورك تايمز".
كشفت دراسات على الحيوانات أن إطالة وظيفة المبيض يزيد طول عمر النساء، وأجربت تجربة على الفئران حيث زرع الباحثون مبيض -حصلوا على من فئران صغيرة- لفئران أكبر سناً، ولاحظوا إطالة عمر الفأر.
كما أن إحدى الشركات الأمريكية في المراحل الأولى من الاختبارات على الفئران والقطط، تعتقد أن استخدام نسخة تجريبية من الهرمون المضاد لمولر (يتم استخدامه لتقييم احتياطي المبيض لدى النساء وتنظيم عدد البصيلات الناضجة المحتوية على البويضة في كل دورة شهرية) يمكنه التحكم في الطريقة التي تنضج بها البصيلات.
استخدام نسخة تجريبية من الهرمون المضاد لمولر
وقالت ديزي روبنتون، الرئيس التنفيذي للشركة، إنه يمكن التفكير في الهرمون المضاد لمولر على أنه قطعة قماش مسامية حول المبيض يمكنه تحديد حجم الثقوب الموجودة في القماش، فعلى سبيل المثال إذا انخفض الهرمون المضاد لمولر تحدث فجوات كبيرة تسبب مغادرة عدد من البويضات في كل دورة، أما إذا كانت الثقوب صغير أي نسبة الهرمون المضاد لمولر مرتفعة يخرج عدد أقل من البويضات.
ومن وجهة نظر روبنتون، فهذه الفكرة تهدف إلى فقدان عدد أقل من البويضات والاحتفاظ باحتياطي المبيض وزيادة مدة وظيفة المبيضين وزيادة طول العمر.
كما تُجرى حالياً تجربة سريرية بجامعة كولومبيا، تستخدم فيها دواء راباميسين الذي يستخدم لمنع رفض زرع الأعضاء، لمعرفة تأثيره على احتياطي المبيض، وقد ثبت من قبل أن الدواء في الفئران يعمل على زيادة وظيفة المبيض؛ لذا لا تزال الدراسة مستمرة.
ويعتقد س. زيف ويليامز، العالم الرئيسي للدراسة، أن التمكن من فهم سبب شيخوخة المبيض قبل الأوان ستكشف عن معلومات مهمة عن الشيخوخة التي تصيب باقي أجزاء الجسم ليس في النساء فقط بل الذكور أيضاً.