وسائل منع الحمل الهرمونية والصداع النصفي.. ما العلاقة بينهما؟

إذا اتخذت المرأة قراراً باستخدام وسيلة لمنع الحمل، فإن اختيار الوسيلة المناسبة قد يستغرق وقتاً، وربما تحتمل الخطأ أو الصواب، فهناك أنواع تناسب أجساد النساء وأخرى غير مناسبة.

وسائل منع الحمل الهرمونية من الأنواع الرائجة التي تمنع الإباضة عن طريق تغيير مستويات هرمونَي الأستروجين والبروجسترون، ولكن تظل هناك مخاوف منها، خاصةً للمصابات بالصداع النصفي؛ حيث تُفاقِم حدة نوبات الصداع.

أنواع وسائل منع الحمل الهرمونية

تتعدد أنواع وسائل منع الحمل الهرمونية، ومنها:

1– اللولب: فهو جهاز يستخدم لإفراز البروجستين الذي يمنع الحمل في الرحم.

2– زراعة غرسة صغيرة ورفيعة يُدخِلها الطبيب تحت الجلد أعلى الذراع.

3– يمكن استخدام حقن تحتوي على البروجستين؛ فهو مادة مُصنعة مشابهة لخصائص هرمون البروجسترون، وتحصل عليها المرأة في الذراع والأرداف كل 3 أشهر.

4– الأدوية الموصوفة التي تحصلين عليها عن طريق الفم تحتوي على هرموني الأستروجين والبروجستين أو البروجستين فقط، والتي يجب تناولها في الوقت نفسه يومياً؛ وذلك وفق ما ذكره موقع "Health".

5– الحلقة المهبلية التي توضع في المهبل لمدة 3 أسابيع ثم تُزال في الأسبوع الرابع لنزول الحيض.

تأثير وسائل منع الحمل الهرمونية

رغم فوائد وسائل منع الحمل الهرمونية في منع الإباضة، فإن لها بعض الآثار السلبية على المرأة، ومنها:

1– الاكتئاب وتقلب المزاج:

أشارت أدلة نُشرت في موقع "Australian Prescriber" إلى أن الهرمونات الموجودة في حبوب منع الحمل الفموية، خاصةً البروجسترون، مسؤولة عن تغيرات مزاجية سلبية والإصابة بالاكتئاب، لكن أنواع الحبوب الأحدث التي تحتوي على هرمون "إستراديول"، لا تسبب تغيرات شديدة في الحالة المزاجية.

2– الضغط والتوتر:

شاركت 388 امرأة تتراوح أعمارهن بين 17 و29 عاماً، يدرسن بجامعة كارلتون الكندية، في دراسة تكشف عن مدى تأثير وسائل منع الحمل الهرمونية على الحالة النفسية والعقلية؛ حيث استخدم 47% منهن الوسائل. وكشفت النتائج التي نُشِرت بالمجلة العلمية "الهرمونات والسلوك" ارتفاع مستويات الكورتيزول في البلازما والبروتين التفاعلي C مقارنةً بغير المستخدِمات. ومن ثم فإن وسائل منع الحمل الهرمونية ترتبط بتضخم الغدد الصماء العصبية وتسبب الالتهابات؛ ما يزيد من الشعور بالضغط والتوتر.

3– مشكلات الجهاز الهضمي:

من المعروف أن وسائل منع الحمل عن طريق الفم تسبب مشكلات في الجهاز الهضمي، مثل الانتفاخ والإمساك والإسهال، إضافة إلى الغثيان والقيء؛ وذلك بحسب ما ذكره موقع "Health".

4– مشكلات بالجهاز التناسلي والعلاقة الزوجية:

شاركت نساء في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية والشرقية وأستراليا، تجاربهن السيئة مع وسائل منع الحمل الهرمونية على وسائل التواصل الاجتماعي، كما تم البحث في الأدبيات المنشورة باستخدام "PubMed" وقاعدة البيانات من المعهد الوطني الفرنسي للدراسات الديموغرافية؛ حيث تم تحليل 42 مقالاً بشأن الآثار الجانبية لوسائل منع الحمل الهرمونية.

وأجريت 32 مقابلة مع النساء، وواحدة مع الرجال، ثم 9 مقابلات مع الطرفين. وأشارت النتائج إلى معاناة النساء من زيادة الوزن الناتج عن فتح الشهية، والشعور بالقلق، كما أعرب الرجال والنساء معاً عن انخفاض الرغبة الجنسية للزوجات.

وكشفت المشارِكات عن الإصابة بجفاف مهبلي أو ألم في الأعضاء التناسلية مرتبط باستخدام وسائل منع الحمل الهرمونية. وأفادت دراستان بظهور ألم في الثدي، كما كانت هناك مخاوف من تأثر الخصوبة، حسب مجلة "Social Science & Medicine".

علاقة الوسائل الهرمونية بالصداع النصفي

الإصابة بالصداع النصفي مشكلة صحية معقدة وشائعة، وأثناء اختيار وسائل منع الحمل لا بد من التركيز على أنواع لا تزيد من أعراض الصداع؛ نظراً إلى ارتباط تفاقم حدته بالوسائل الهرمونية.

ووفق ما ذكرته جمعية الصداع الأمريكية، تعاني النساء من الصداع النصفي في الغالب بسبب تغيرات في مستويات هرمون الأستروجين، وهي التغيرات التي تحدث، سواء أثناء الدورة الشهرية أو الحمل أو انقطاع الطمث.

وقالت هوما شيخ الأستاذة المساعدة في طب الأعصاب بكلية ماونت سيناي بمدينة نيويورك، إن وسائل منع الحمل الفموية مفيدة في علاج الصداع النصفي الناتج عن الدورة الشهرية، لكن يجب إدراك أخطارها التي تنطوي على احتمالية كبيرة للإصابة بالسكتات الدماغية.

وتمنع منظمة الصحة العالمية استخدام وسائل منع الحمل الفموية المركبة القائمة على هرمون الأستروجين لدى النساء المصابات بالصداع النصفي، اللاتي تزيد أعمارهن عن 35 عاماً، مع أعراض حسية مثل عدم الاتزان ومشكلات في الرؤية، إضافة إلى منع استخدامها للحالات نفسها لكن الأقل من 35 عاماً إذا كن مدخنات؛ فهو يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وأوضحت جيلينا بافلوفيتش الأستاذة المساعدة في قسم طب النساء والتوليد بكلية طب ألبرت آينشتاين الأمريكية، أن الدراسات التي استخدمت وسائل منع الحمل كانت بجرعات عالية من الأستروجين وصلت 50–100 ميكروجرام، لكن الأسواق حالياً تحتوي على 20–30 ميكروجراماً من الإستراديول الفموي، كما ارتفعت شعبية الأنواع المحتوية على البروجسترون فقط؛ لأنها لا تسبب مخاطر السكتات الدماغية.

وأشارت "بافلوفيتش" إلى صعوبة إعطاء إجابات عامة عندما يتعلق الأمر بالأنواع الأخرى من وسائل منع الحمل؛ حيث تعتمد على مستوى هرمون الأستروجين فيها، مضيفةً أن اللصقات أقل من حيث أخطار أمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بالوسائل الفموية.