إذا كنتِ تمرين بفترات عصيبة خلال حملك بسبب الضغوط الحياتية والتغيرات الهرمونية، ولجأتِ إلى المهدئات الطبية والأدوية للسيطرة على شعورك بالأرق والقلق والاكتئاب، فاعلمي أنكِ الآن من الفئات الأكثر عرضة للإجهاض، بسبب الآثار الجانبية لبعض تلك الأدوية، خاصةً مشتقات "البنزوديازيبينات".
"البنزوديازيبين" هو اسم يُطلق على مجموعة من الأدوية المهدئة شائعة الاستعمال، يتكون تركيبها الكيميائي الأساسي من اندماج حلقة "بنزين" وحلقة "ديازيبين"، وتُوصف لعلاج حالات مثل اضطرابات القلق والأرق والاكتئاب، لكن أكدت دراسة -نقلتها "NDTV"- أنها تشكل خطراً كبيراً على الحمل.
الدراسة أجراها باحثون من جامعة تايوان الوطنية على مجموعة من النساء الحوامل -يتجاوز عددهن 30 ألفاً- بين عامي 2004 و2018، لقياس خطر الإجهاض المرتبط باستخدام الأدوية المهدئة من مشتقات "البنزوديازيبينات" في أثناء الحمل، حيث تناول بعضهن هذه الفئة من الأدوية خلال فترة حملهن، للعلاج من الاكتئاب.
وأظهرت الدراسة التي نُشرت نتائجها في المجلة الطبية "JAMA Psychiatry"، أن 4.4% من حالات الحمل تعرضت للإجهاض بسبب تناول أدوية "البنزوديازيبين"، ما يدعو إلى ضرورة قيام المتخصصين في الرعاية الصحية بالموازنة بدقة بين نسبة المخاطر والفوائد عند التفكير في استخدام البنزوديازيبينات لعلاج الاضطرابات النفسية واضطرابات النوم أثناء الحمل.
بجانب تعرض المرأة الحامل للإجهاض، توجد العديد من المخاطر الصحية لتناول المهدئات في أثناء فترة الحمل، حيث تزيد معدل خطر إصابة الطفل بعيوب خلقية مثل الإصابة بعيب في القلب، والسنسنة المشقوقة (عيب خلقي يُحدِث خللاً في تكوين العمود الفقري للجنين)، أو الشفة المشقوقة وهي انشقاق في الشفة العليا، ويُطلق عليها "الشفة الأرنبية".
تؤدي المهدئات ومضادات الاكتئاب أيضاً إلى الولادة المبكرة، وزيادة خطر فقر الدم بعد الولادة، وعند تناول المرأة الحامل لمضادات الاكتئاب في الشهر السابق للولادة، فهناك زيادة طفيفة في خطر حدوث نزيف حاد في أول 24 ساعة بعد الولادة (المعروف باسم نزيف ما بعد الولادة).
ووفق "Mind"، فإن تناول أي مضاد للاكتئاب في أواخر الحمل يعرض الطفل حديث الولادة لأعراض الانسحاب مثل العصبية، وضعف العضلات، وعدم القدرة على البكاء بصوت عالٍ، وصعوبة في التنفس، وانخفاض نسبة السكر في الدم، وارتفاع ضغط الدم في الرئتين، وسرعة ضربات القلب، والتهيج، وتشنجات العضلات، والأرق، والحمى، وإذا كنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعية، فمن الممكن أن تنتقل مضادات الاكتئاب إلى طفلك من خلال حليب الثدي.
وتشمل المضاعفات المحتملة أيضاً تغيرات في وزن الأم، ومن ثم تفقد الأم شهيتها، ويتأثر الجنين بشكل مباشر، لذا تجب زيارة الطبيب فوراً عند ظهور أعراض الاكتئاب الناتجة عن التغيرات الهرمونية وعدم الحصول على الدعم الكافي من الأهل والأصدقاء في أثناء الحمل، وتجنب تناول أي دواء دون وصفة طبية، لأن الجنين يتأثر بكل شيء خلال هذه الفترة.