تثير الإرشادات الجديدة للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بشأن السمنة في الطفولة مخاوف بين خبراء الصحة، حيث تشمل تقديم أدوية فقدان الوزن للمراهقين بعمر 12 عاماً، وإجراء جراحات فقدان الوزن لمن هم بعمر 13 عاماً فما فوق.
وتشير بعض التوصيات إلى تدخلات تشمل الأطفال من سن الثانية، ما يثير تساؤلات حول تأثير هذه الإجراءات على النمو الصحي للأطفال وتطورهم.
الإرشادات الأمريكية تطور اضطرابات الأكل
تقول ليزلي شيلينغ؛ أخصائية التغذية في اضطرابات الأكل، إن هذه الإرشادات قد تساهم في تطور اضطرابات الأكل بين الأطفال والمراهقين، مؤكدة أن غالبية عملائها الذين يعانون من اضطرابات الأكل يرجعون بداية مشكلاتهم إلى تجارب سابقة مع أطباء الأطفال الذين اعتبروا أجسادهم "مشكلات" يجب حلها، حسب "health shots".
ومن جهتها، حذرت ريغان تشاستين؛ الباحثة والناشطة في مجال شمولية وزن الجسم، من تضارب المصالح المحتمل بين بعض مؤلفي هذه الإرشادات الذين تلقوا تمويلاً من شركات تروج لمنتجات فقدان الوزن.
بينما تدعم بعض الجهات، مثل جمعية السمنة (TOS) وائتلاف العمل ضد السمنة (OAC) هذه الإرشادات، مشيرين إلى تعقيد مرض السمنة والحاجة إلى خطط علاجية شاملة يبقى العديد من الخبراء متحفظين، حيث يرى الفريق الأول أن استخدام الأدوية لعلاج السمنة في الأطفال خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن آخرين يحذرون من أن التدخلات الجراحية قد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل مشاكل الجهاز الهضمي ونقص المغذيات الدقيقة، خاصةً بين الأطفال الذين ما زالوا في طور النمو.
يشير الخبراء إلى أن وصمة الوزن الناتجة عن هذه التدخلات قد تزيد من معدلات الاكتئاب والقلق وسوء صورة الجسم بين الأطفال والمراهقين، مؤكدين على أن اضطرابات الأكل هي أمراض نفسية خطيرة، وأن هذه الإرشادات قد تساهم في تفاقم المشكلة بدلاً من حلها.
من المهم اتباع أسلوب حياة صحي للأطفال
يؤكد الخبراء على أهمية التعاون بين الأسر وأطباء الأطفال لضمان عدم التركيز على فقدان الوزن فقط، بل على تعزيز السلوكيات الصحية بشكل عام، واعتماد نهج يركز على تنظيم وجبات الأسرة المتوازنة، وإدماج النشاط البدني في الروتين العائلي، وتقليل وقت الشاشة، ما يسهم في تعزيز أسلوب حياة صحي ومستدام للأطفال.
استخدام مؤشر كتلة الجسم (BMI) كأداة لتحديد التدخلات العلاجية يمكن أن يكون مضللاً، حيث لا يأخذ في الاعتبار عدة عوامل مهمة، مثل كتلة العضلات وكثافة العظام والاختلافات العرقية، ولذلك يجب اتباع نهج أكثر شمولية في تقييم صحة ونمو الأطفال.