يُعد التهاب المفاصل الروماتويدي من أكثر الأمراض المناعية الذاتية شيوعاً، حيث أصاب نحو 17.6 مليون شخص عالمياً منذ عام 2020 وفقاً لإحصائية منظمة الصحة العالمية، لكن على الرغم من عدم وجود علاج شافٍ، يمكن إدارة المرض باستخدام الأدوية وتغييرات نمط الحياة.
ارتبط التهاب المفاصل الروماتويدي في الدراسات السابقة بزيادة خطر الإصابة بمشاكل صحية مثل السكتة الدماغية، وهشاشة العظام، وجفاف العين، وبعض أنواع السرطان، إلا أن دراسة حديثة نُشرت مؤخراً في مجلة "RMD Open" أظهرت أن الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي قد يكونون أكثر عرضة لتطوير بعض الاضطرابات المعرفية في وقت لاحق من حياتهم.
التهاب المفاصل الروماتويدي يعرضك للسكتة الدماغية
استعان الباحثون بـ140 مشاركاً متوسط أعمارهم 56 عاماً، 80% منهم من النساء، نصفهن مصابات بالتهاب المفاصل الروماتويدي، والنصف الآخر لم يكن لديهم المرض، وسجل الباحثون مستويات متوسطة إلى عالية من النشاط الالتهابي الجهازي لدى 72% من المشاركين المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
تم تقييم المشاركين من خلال اختبارات معرفية وكان هناك انخفاضاً ملحوظاً في درجات التقييم المعرفي لدى المصابين مقارنةً بالغير مصابين، حيث سجل 60% من المشاركين المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي ضعفاً معرفياً، مقارنةً بـ40% من المشاركين الأصحاء.
لاحظ الباحثون أن المشاركين الذين يعانون من السمنة إلى جانب التهاب المفاصل الروماتويدي كانوا أكثر عرضة تقريباً 6 مرات لتطوير ضعف إدراكي، كما أن المشاركين الذين شهدوا نشاطاً التهابياً خلال مرضهم كانوا معرضين لمضاعفة خطر المشاكل المعرفية.
السمنة تساهم في تطوير الضعف الإدراكي
كما وجد أن المشاركين الذين أظهروا ضعفاً إدراكياً كانوا يعانون من التهاب ملحوظ ومستمر، بالإضافة إلى التهاب المفاصل الروماتويدي، كان الأشخاص الأكثر عرضة لضعف معرفي أكبر سناً، وأقل تعليماً، ويعانون من مشكلات صحية أخرى مثل السمنة، وارتفاع مستويات الدهون في الدم، وارتفاع ضغط الدم.
أكدت رئيسة قسم الروماتولوجيا في جامعة هاكنساك مريدين في جيرسي، الدكتورة شياويين تانغ، أهمية السيطرة على الالتهاب لدى مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي، موضحةً أن تحديد العوامل التي تؤثر سلباً على وظيفة الذاكرة يعد الخطوة الأولى نحو إيجاد الحلول.
وشددت "تانغ" أن الأبحاث الإضافية ضرورية لفهم العلاقة بين التهاب المفاصل الروماتويدي وصحة الدماغ مع توفر خيارات علاجية جديدة، ستحسن من فهم عوامل الخطر وتطوير استراتيجيات علاجية فعالة، حسب مجلة "Medical News Today".