أصبحت عمليات التجميل مثل الماء والهواء، يلجأ إليها الكثير بحثاً عن المظهر المثالي، ومن الإجراءات التجميلية المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي جراحة "تغيير لون العين" كحل بديل ودائم للعدسات اللاصقة الملونة، ولكن هل هذه العملية آمنة؟
جراحة الليزر لـ"تغيير لون العين" بوجه عام يُعَد إجراءً اختيارياً؛ نظراً إلى أن لون القزحية ليس له أي تأثير على الرؤية؛ حيث يزيل الطبيب جزءاً من التصبغ الموجود في القزحية؛ من أجل تفتيح اللون على حسب طلب المريض، ويمكن أن يتغير إلى الأخضر أو العسلي أو البني، ولكن هذا الإجراء لم يحصل على موافقة "هيئة الغذاء والدواء الأمريكية"؛ حيث قد ينتج عنه بعض المضاعفات الخطيرة، بحسب "Visioncenter".
جراحة تغيير لون العين تُجرَى عبر 3 طرق: إما زراعة القزحية التجميلية، أو إزالة التصبغات بالليزر، أو صبغ القرنية. وعلى الرغم من أن مثل هذه الجراحات أصبحت متطورة بشكل كبير، فإن المرضى معرضون لخطر الإصابة بضعف الرؤية أو العمى، وارتفاع ضغط العين، وإعتام عدسة العين، وإصابة القرنية، والتهاب القزحية.
كما يعتقد العديد من المتخصصين بصحة العيون، أن المخاطر تفوق بكثير الفوائد المتعلقة بهذا الإجراء التجميلي، وبدلاً من ذلك يشجع الأطباء المرضى على التفكير في ارتداء العدسات اللاصقة.
ورغم الخطورة الصحية الخطيرة لهذا الإجراء التجميلي، فإن هناك العديد من الحالات المرضية التي تستلزم زراعة قزحية اصطناعية (تغيير لون العين)، بما في ذلك "المُهق" وهو خلل وراثي ينتج عن غياب صبغة الميلانين في العين والجلد والشعر. وتظهر هذه الحالة بسبب وراثة الجينات المتنحية من الآباء. وعادةً ما يُسبِّب المهق عدة مشاكل تتعلق بالحساسية الضوئية في العين والجلد.
كما لا تتطور عيون مصابي "المُهق" بشكل طبيعي، وينعكس ذلك على القزحية التي يتمثل دورها في حماية العين من الضوء العالي، والتحكم في كمية الضوء التي تدخل العين، بالإضافة إلى الدور الجمالي؛ لذا تتطلب هذه الحالة زرع قزحية لحماية أعينهم من الأشعة.
ونظراً إلى أن المصابين بالمهق يعانون من "الرأرأة" – أي تشنج العين اللاإرادي – يصبح من الصعب ارتداء العدسات اللاصقة الملونة؛ لهذا يمكن استخدام القزحية الاصطناعية.
ثلامة القزحية هو مرض يحدث نتيجة خلل أثناء تكوُّن القزحية في المرحلة الجنينية، ويتسبب في وجود ثقب في أحد أجزاء العين، وخاصةً القزحية، ويحدث في عين واحدة أو كلتا العينين؛ لذا يستخدم أطباء العيون عدسات لاصقة ملونة لإخفاء التشوه في العيون، أو يقومون بعملية زرع قزحية صناعية، لكنهم يفضلون العدسات اللاصقة باعتبار أنها أكثر أماناً من تلك التي تُزرَع داخل العين.