ترى أغلب المجتمعات أن مشاركة الأزواج في السرير مثال للرومانسية، وطريقة لتقوية العلاقة الزوجية، لكن في بعض الأحيان قد يكون نوم الزوجين بغرفة واحدة مشكلة كبيرة إذا كان يؤثر على صحة أحدهما؛ نتيجة الشخير والمعاناة من اضطرابات النوم. ومن هنا انتشر انفصال الأزواج أحدهما عن الآخر بغرفتين في عدة دول.
وفي السطور التالية تستعرض بوابة "صحة" مميزات وعيوب تلك الظاهرة الجديدة على الحياة الزوجية.
عدم الحصول على القدر الكافي من النوم يؤدي إلى انخفاض وظيفة المناعة، وزيادة خطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني، إضافة إلى اضطرابات المزاج وانخفاض الخصوبة وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
يعتقد البعض أن انفصال الأزواج أثناء النوم يؤثر على علاقتهم الجنسية، ويزيد البرود بين الطرفين، وقد يصل الأمر إلى الطلاق، لكن هناك أسباباً خفية أخرى وراء قيام البعض بذلك وهي:
تحدث اضطرابات النوم لأحد الطرفين نتيجة الشخير والمعاناة من الأرق أو انقطاع التنفس؛ ما يصعب النوم في الغرفة نفسها؛ وذلك وفق ما ذكره موقع "Health News".
ربما تختلف تفضيلات الزوجين، مثل درجة حرارة الغرفة أو الإضاءة أو صلابة المرتبة. وهذا يسبب التوتر والحرمان من النوم، فيأخذ أحدهما الخطوة للنوم في غرفة منفصلة.
قد تتطلب بعض الحالات الطبية أن ينام أحد الشريكين في وضع معين أو باستخدام معدات معينة، مثل استخدام جهاز الضغط الإيجابي المستمر لمجرى الهواء الذي لا يجعل أحد الشريكين ينام على السرير نفسه.
إذا كانت هناك صراعات وشجار بين الزوجين، يبادر أحدهما بالانفصال عن الغرفة، كما يرى البعض أن النوم في سرير منفصلة يعطي الطرف الآخر مساحة شخصية واستقلالية.
أول مزايا النوم في غرف منفصلة هي الحصول على ساعات نوم أفضل في الليل؛ وذلك لأن اضطرابات النوم تسبب الشعور بالتعب والانزعاج، بالإضافة إلى توفير بيئة أكثر هدوءاً، واستيعاب تفضيلات كل شخص في طريقة النوم.
رغم فوائد النوم في غرف منفصلة فإن هناك مخاوف من تأثير الظاهرة على العلاقة الحميمية وطرق تواصل الشريكين، كما ترمز مشاركة السرير إلى التقارب والمودة والاتصال العاطفي والجسدي. ومن ثم فإن الانفصال يخلق العزلة ويزيد المسافة بين الشريكين.
ولمنع فقدان التواصل وزيادة الجفاء بين الزوجين، هناك بعض الخطوات التي يجب القيام بها مثل:
قبل اتخاذ القرار بانفصال الغرف، يجب مناقشة مشاعرهما والاحتمالات المختلفة لهذه الخطوة، فلا بد أن يكون النقاش صادقاً وينتهي إلى إيجاد حل مناسب للطرفين.
كما يحتاج الأزواج إلى التفكير إذا ما كان النوم بشكل منفصل يؤثر على العلاقة الحميمية أو الاتصال، وإذا ما كان أي من الشريكين يرفض هذا القرار، وعليهما أن يدركا أن أي مشكلات لم تُحَل ستؤثر بالتدريج على العلاقة بينهما.
وإذا كان أحد الزوجين يعاني من مشكلة طبية مثل الشخير، فمن المهم الذهاب إلى الطبيب لإيجاد علاج للحالة الطبية؛ لكيلا ينفصل أحدهما عن الآخر وينام في غرفة أخرى.
تقول شيريل جروسكوبف اختصاصية الزواج والأسرة في لوس أنجلوس، لموقع "Business Insider"، إنه يجب أن يكون كلا الطرفَين حساساً تجاه احتياجات الآخر؛ فإذا كان يريد أحدهما بعض المشاعر أو تخصيص وقت للجلوس معاً أو القيام بأنشطة معينة، يجب الاهتمام بذلك بعد تطبيق قرار النوم في غرف منفصلة.