حمى الضنك.. أسباب المرض وطرق العلاج

يدق خبراء الصحة والحكومات ناقوس الخطر بجميع أنحاء العالم نتيجة انتشار "حمى الضنك"، التي أصبحت مشكلة صحية متنامية؛ حيث سجلت منظمة الصحة العالمية بين عامي 2000 و2018 زيادة قدرها 8 أضعاف في معدل الإصابات، كما كانت أعلى مستويات للحالات في عام 2019؛ إذ وصلت إلى 5.2 مليون مصاب في 129 دولة.

منذ أوائل عام 2023 حتى نوفمبر من العام نفسه، حدثت طفرة في انتقال حمى الضنك؛ حيث تفشى في مناطق لم يحدث بها إصابات من قبل، إضافة إلى ارتفاع ملحوظ في عدد الحالات بالمناطق التي انتشر فيها من قبل؛ وذلك وفق تقرير تقييم المخاطر لموقع ReliefWeb.

سبب وطرق انتشار حمى الضنك

حمى الضنك مرض فيروسي ينتشر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية عن طريق نوع من البعوض يطلق عليه "البعوضة الزاعجة" التي تتكاثر في البيئة المحيطة، ورغم أنه يعتبر مرضاً يسبب الحمى فإن الحالات الحرجة عانت من الحمى النزفية وصدمة تؤدي إلى الوفاة.

وتتورط الظروف المناخية والنظم الصحية القديمة، وزيادة التحضر إضافة إلى الأنشطة البشرية وزيادة السفر العالمي إلى ظهوره وعودة انتشار حمى الضنك بطريقة غير مسبوقة عالمياً، كما لا توجد علاجات مضادة للفيروسات الخاصة بالمرض، لكن يمكن إدارة الأعراض بالأدوية.

أعراض حمى الضنك

كشف المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها أن 80% من حالات حمى الضنك لا تظهر عليها أعراض، لكن الأعراض السريرية الشائعة تشمل ارتفاع درجات الحرارة فجأة، وصداعاً شديداً، إضافة إلى آلام في العضلات والمفاصل، وطفح جلدي ونزيف بسيط.

بعد اليوم الثالث من ظهور الأعراض، تنخفض حدتها، ونادراً ما يستمر المرض لأكثر من 10 أيام، لكن المشكلة تكمن في فترة النقاهة؛ لأنها طويلة ومنهكة.

وأشار المركز الأوروبي إلى أن أقل من 5% من الحالات قد تكون أعراضها خطيرة ومميتة، وفي الغالب تحدث بين الأطفال والمراهقين. ويطلق على حمى الضنك الشديدة اسم "الحمى النزفية" التي تسبب فشلاً في الدورة الدموية؛ ما يؤدي إلى نقص حجم الدم الذي يهدد الحياة.

تتوطن حمى الضنك الآن في أكثر من 100 دولة بإفريقيا والأمريكتين وجنوب شرق آسيا وجنوب آسيا ومنطقة غرب المحيط الهادي، كما ينقلها المسافرون المصابون؛ لذا انتشرت الأنواع الأربعة من الفيروسات حول العالم.

الفرق بين حمى الضنك والإنفلونزا

يوجد تشابهات واختلافات بين أعراض الحالتين؛ ففي حمى الضنك لا تستقر أو تنخفض درجات الحرارة بسهولة، إضافة إلى الشعور بالصداع والتهاب الحلق والسعال، والطفح الجلدي وآلام الجسم وربما يحدث إسهال.

أما الحمى في الإنفلونزا فلا تكون مرتفعة بشكل كبير، ويصاحبها سعال مستمر، وسيلان الأنف وألم في الجسم، وربما يشعر المريض بالتعب لكن ليس بقدر حمى الضنك، كما تتم السيطرة على الحمى بسهولة ويتعافى المريض سريعاً؛ وذلك بحسب ما ذكره موقع The Daily Star.

كيف تحمي نفسك من حمى الضنك؟

بعد وصول حمى الضنك إلى أماكن لم يسبق الانتشار فيها، فإن هناك ممارسات بسيطة قد تكون فارقة يمكن القيام بها لتجنب الإصابة، مثل استخدام طارد الحشرات، وارتداء الملابس ذات الأكمام الطويلة، إضافة إلى استخدام حواجز الحشرات على النوافذ والأبواب، وإجراء فحوصات للبحث عن وجود مياه راكدة قد تحمل الفيروس، وفقاً لما ذكره موقع TIME.

ويتوافر لقاحان لحمى الضنك، لكنهما للأطفال فقط؛ فالأول يطلق عليه Qdenga الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية للأطفال بين أعمار 6-16 عاماً الذين يعيشون بأماكن معرضة لخطر انتقال المرض.

كما توصي المراكز الأمريكية بلقاح Dengvaxia للأطفال بين 9-16 خاصة الذين أصيبوا بعدوى حمى الضنك سابقاً، لكن هذا اللقاح زاد من شدة المرض في الفلبين؛ ما أدى إلى انخفاض الثقة بجميع اللقاحات.

وتوصي منظمة الصحة العالمية الذين أصيبوا بحمى الضنك بشرب الكثير من السوائل، والحصول على قسط كافٍ من الراحة، إضافة إلى تجنب استخدام بعض الأدوية مثل الإيبوبروفين والأسبرين، ومن الأفضل تناول الباراسيتامول لتخفيف الألم ثم طلب الرعاية الطبية.