يعتقد البعض أن الشخير أثناء النوم لا يسبب إلا الإزعاج فقط، لكن توصلت الأبحاث إلى أن هذا الصوت المعتاد يمكن أن ينتج عنه عدة مشاكل صحية لن تخطر على بالك.
تشير التقديرات إلى أن 936 مليون بالغ حول العالم يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم الخفيف إلى الشديد، الذي يعد الشخير من أعراضه الشائعة لدى ما يصل إلى 94% من المرضى عالمياً، ويمكن أن يتسبب في بعض الحالات المرضية إذا لم يتم علاجه، وفقاً لـ"The National Council on Aging".
يتعامل البعض مع الشخير على أنه عادة ليلية مزعجة للغاية، ولكن بعض الخبراء البريطانيين أكدوا أنه يتسبب في انخفاض مستويات الأوكسجين خلال النوم، ويرتبط بشكل عام ببعض المخاطر الصحية، بدءاً من تمزق الأوعية الدموية إلى أمراض القلب.
أجريت دراسة صينية في عام 2015 -نشرتها مجلة لانسيت للصحة الإقليمية- على 82 ألف شخص بالغ في الصين، لتحليل الحمض النووي الخاص بهم لقياس ما إذا كانوا أكثر عرضة للشخير أم لا بسبب عوامل وراثية، وتتبعوا أيضاً مدى احتمالية إصابتهم بسكتة دماغية، نقلاً عن "Thesun".
وتبين أنه على مدار 10 سنوات في المتوسط، أصيب حوالي 19623 مشاركاً بسكتة دماغية، بما في ذلك 11483 حالة من السكتة الدماغية الإقفارية الناجمة عن انسداد في تدفق الدم إلى الدماغ، وأصيب نحو 5710 أشخاص بسكتة دماغية نزفية ناتجة عن تسريب أو تمزق في الأوعية الدموية بالدماغ، حيث خلصت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يشخرون كانوا أكثر عرضة للإصابة بكلا النوعين من السكتات الدماغية.
الشخير ليس سبباً مباشراً للإصابة بأزمة قلبية، لكن وجوده كنتيجة لانقطاع التنفس أثناء النوم يمثل خطراً وشيكاً، حيث تحدث زيادة في الكورتيزول (هرمون التوتر الذي يمكن أن يرفع مستوى السكر)، والأدرينالين (هرمون يُسبب زيادة سرعة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم)، في كل مرة تستيقظ فيها أثناء النوم، ومع مرور الوقت، يمكن أن تحفز هرمونات التوتر من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، حسب "Healthline".
من المعروف أن انقطاع التنفس أثناء النوم يحفز ارتفاع ضغط الدم، ولكن هل يؤثر الشخير الذي يعد أحد أعراض انقطاع التنفس على معدلات ضغط الدم؟
توصلت دراسة إيرانية -نُشرت في مجلة الأبحاث الطبية الدولية عام 2018- إلى وجود علاقة وثيقة بين ضغط الدم المرتفع والشخير، حيث قاست معدل الشخير وانقطاع التنفس وضغط الدم لدى 181 شخصاً بالغاً في إيران، تبلغ أعمارهم 49 عاماً في المتوسط.
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يشخرون أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم، بغض النظر عما إذا كانوا يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم أو لا، كما أنهم أكثر عرضة لزيادة الوزن أيضاً.
يؤدي مرض السكري من النوع الثاني إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل كبير، كما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وتبين أن هناك علاقة بين تكرار الشخير ومرض السكري، حيث أن النساء اللاتي يشخرن بشكل متكرر قبل انقطاع الطمث ولمدة 10 سنوات أو أكثر بعده أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري، لذا يجب على النساء اللاتي يعانين من الشخير المتكرر، ومن تمر بفترة انقطاع الطمث مراقبة نسبة الجلوكوز في الدم للمساعدة في الكشف المبكر عن مرض السكري وعلاجه.