ارتفاع حالات السمنة بين الأطفال، جعل الأطباء يتوقفون عن تبني استراتيجية "الانتظار والترقب" أي معرفة ما إذا كان الطفل سيتغلب على الحالة بمرور الوقت أم لا، وبدأوا يصفون المزيد من أدوية إنقاص الوزن للأطفال فوق 12 عاماً.
ولكن السؤال الأهم.. هل أدوية إنقاص الوزن آمنة للأطفال؟ نعم، فهناك 6 أدوية معتمدة من إدارة الغذاء والدواء آمنة على الأطفال إذا تم استخدامها بشكل مناسب، حسبما نقل موقع "Hackensack Meridian Health" عن طبيبة الغدد الصماء، ماريانا نيكوليتا جنتيل.
تأخير علاج السمنة يسبب مرض السكري والاكتئاب
عندما يتجاوز مؤشر كتلة جسم الطفل "وزن الشخص نسبة إلى الطول" 95، فإنه يؤدي مشاكل صحية خطيرة، وغالباً ما تنتج السمنة عن عوامل وراثية وبيئية ونمط الحياة غير الصحي.
وقالت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، إن تأخير علاج السمنة يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم والاكتئاب، ورغم أهمية أدوية إنقاص الوزن للأطفال لكنها لا تحل محل التغيير في نمط الحياة أو السلوك.
لا ينبغي التفكير في الأدوية إلا إذا لم تنجح التدابير المتعلقة باتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة، وإذا كان الطفل معرض للسمنة الوراثية، وفي حالة معاناة الطفل من مرض السكري من النوع 2 أو مقاومة الأنسولين أو حالات أخرى قد تكون ناجمة عن السمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الكوليسترول، حسب "ماريانا".
دواء ليراجلوتيد لفقدان الوزن لدى الأطفال
ليراجلوتيد من الأدوية المستخدمة لتحفيز فقدان الوزن لدى المراهقين والبالغين المصابين بالسمنة، ولم يكن هناك دليلاً علمياً يثبت فعاليته عند الأطفال الأقل من 12 عاماً، لكن تجربة جديدة سلطت الضوء على تأثيره على الأطفال بين 6-12 عاماً.
أجرى الباحثون تجربة على 82 طفلاً مصاباً بالسمنة، حصل 56 منهم في المجموعة الأولى على ليراجلوتيد تحت الجلد مرة واحدة يومياً بجرعة 3.0 مجم، و26 طفلاً تناولوا دواءً وهمياً، حيث استمرت التجربة لمدة 56 أسبوعاً، ووصلت فترة المتابعة إلى 26 أسبوعاً.
وكشفت نتائج التجربة التي نُشرت في مجلة The New England Journal of Medicine، أن مؤشر كتلة الجسم انخفض بنسبة 5% لدى 46% من الأطفال الذين تناولوا ليراجلوتيد، و9% لدى بعض الأطفال الذين تناولوا الدواء الوهمي.
ومن بين الآثار الجانبية التي ظهرت في المجموعتين بسبب تناول الدوائين هي الاضطرابات الهضمية التي وصلت نسبتها إلى 80% عند تناول ليراجلوتيد، مقابل 54% للدواء الوهمي.
وبعد هذه التجربة لازال لدى العلماء مخاوف على الأطفال من تجربته، حيث عبر أخصائي الغدد الصماء للأطفال، روي كيم، عن مخاوفه بشأن مدى سلامة هذا الدواء للأطفال بين 6-12 عاماً على البنكرياس والغدة الدرقية وصحة العظام على مدار العمر.