جميعنا لديه أفكار حول الطعام طوال اليوم، فربما تفكر فيما ستأكله في وجبتك التالية، أو لديك شهية لطعام معين فتفكر فيه حتى تأكله، فهذه الثرثرة الداخلية حول اختيارات الطعام يُطلق عليها "ضجيج الطعام"، ورغم أنها تثير رد فعل الأمعاء والدماغ لإخبار جسمك أنك جائعاً أو ممتلئاً إلا أن هذه الحالة إذا كانت تلازمك طوال الوقت ومن الصعب إسكاتها فإن نتائجها سلبية.
الانشغال المفرط بالطعام يشتت انتباهك
رغم أن التفكير في الطعام أمر طبيعي لبقاء الإنسان، لكن عندما يتداخل التفكير في الطعام مع جودة الحياة فلا يجب السكوت عن الحالة، حيث قالت أنثيا ليفي، أخصائية التغذية، إن مصطلح "ضجيج الطعام" يستخدم لوصف الانشغال المفرط بالطعام والتفكير المستمر فيه.
لكن من وجهة نظر الخبراء فإن ضجيج الطعام ليست مشكلة في حد ذاتها، بل يجب الانتباه إلى إشارات الجوع والتخطيط لتناول وجبات متوازنة لئلا تفقد العناصر الغذائية التي يحتاجها جسمك وبمرور الوقت تعاني من سوء التغذية.
وإذا انحرفت الأفكار المتعلقة بالطعام لمنطقة لا تفيدك على الإطلاق، فيمكن أن تصبح هذه الحالة مصدراً للتوتر، كما كشفت كيم دينيس، طبيبة نفسية، لموقع " Livestrong" أن ضجيج الطعام في أغلب الأحيان أحد أعراض اضطرابات الأكل.
وبالتالي السؤال الأكثر أهمية الآن، كيف تكتشف ما إذا كان ضجيج الطعام مرتفعاً لديك؟ أوضحت "دينيس" أن التقييد المفرط لما يمكنك تناوله أو لا يمكنك تناوله هو علامة حمراء كبيرة، فالشخص الذي يعاني من اضطرابات الأكل ويعاني من ضجيج الطعام الصاخب يضع قواعد غذائية صارمة.
وما يثير القلق تداخل ضجيج الطعام مع الحياة اليومية، حيث قالت "ليفي" إنه في حالة مكافحتك لإكمال مهامك اليومية نتيجة تشتت انتباهك بأفكار حول وجبتك التالية أو رغباتك الشديد أو كان حضورك وسط الأصدقاء والعائلة يلهيك عن التعامل معهم لأنك مشغول بالأفكار حول ما سيقدم على المائدة، فهذا يدل على معاناتك من مستوى عالٍ من ضجيج الطعام.
المصابون باضطرابات القلق والاكتئاب أكثر عرضة لضجيج الطعام
من بين الأشخاص الأكثر عرضة لضجيج الطعام:
1-الذين يعانون من حالات طبية مثل فرط نشاط الغدة الدرقية والسكري، حيث يعانون من النهم وفرط الأكل.
2- المصابون باضطرابات القلق أو التوتر أو الاكتئاب يعانون من نهم الطعام وزيادة ضجيج الطعام.
3-بالنسبة للذين يتبعون نظاماً غذائياً باستمرار، فإن تقييد الطعام يجعلهم يعانون من ضجيج الطعام، حيث أوضحت "دينيس" أن التركيز المفرط على فقدان الوزن واتباع نظام غذائي صارم يزيد من خطر التعرض لاضطرابات الطعام وضجيج الطعام.