هل التقدم في العمر يؤثر في الصحة الإنجابية لدى الرجال؟

هناك اختلافات بين الرجال والنساء من ناحية الإنجاب، فعندما تدخل النساء في سن اليأس وتتوقف الدورة الشهرية، فهذا يعني توقف الإنجاب ونفاد احتياطي البويضات، أما الجهاز التناسلي للرجل يعمل بشكل مختلف، حيث تنخفض الخصوبة تدريجياً مع التقدم في العمر لكن لا تتوقف نهائياً.

كما أن عدد الدراسات التي تستهدف الرجال بخصوص الإنجاب أقل بكثير من التي ركزت على النساء، لكن توجد أدلة على أنه كلما تقدم الرجل في العمر ارتبط ذلك بصعوبة حمل الزوجة وإصابة الأطفال ببعض الحالات الصحية.

كيف يؤثر التقدم في السن على خصوبة الذكور؟

لاحظت دراسة أجريت عام 2020، أن احتمالية الحمل في أقل بنسبة 30% لدى الرجال الأكثر من 40 عاماً مقارنة بالذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً.

ويرجع السبب في انخفاض خصوبة الرجال مع التقدم في العمر إلى قلة حجم السائل المنوي وعدد الحيوانات المنوية الإجمالي وقدرة الحيوانات المنوية على التحرك نحو البويضة.

تجميد الحيوانات المنويةالتقدم في العمر يقلل الحيوانات المنوية

ومن بين العوامل التي تساهم في تغيرات الخصوبة مع التقدم في العمر انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، وانخفاض تدفق الدم إلى منطقة الحوض، إضافةً إلى انكماش أو تليين الخصيتين والإصابة بتضخم البروستاتا، وربما يحصل ضيق في الأنابيب التي تنتقل خلالها الحيوانات المنوية من داخل الخصيتين التي يُطلق عليها "القناة الدافقة".

علاقة التقدم في العمر بحدوث طفرات جينية في الحيوانات المنوية

تولد النساء بكل البويضات التي يستخدمها الجسم طوال فترة الحيض، لكن الخلايا المنوية في الرجال تُصنع باستمرار وتتضاعف كل 16 يوماً تقريباً، فعند وصول الذكر لعمر 20 عاماً، تكون خلايا الحيوانات المنوية انقسمت إلى 150 انقساماً وتصل إلى 800 بحلول سن الخمسين.

إذا زاد تضاعف خلايا الحيوانات المنوية، زادت فرص حدوث طفرة جينية، لكن معظمها حميد، وذلك وفق ما ذكره موقع UT Southwestern Medical Center.

أما الحالات الجينية المرتبطة بعمر الأب وتؤثر في الطفل، تشمل: خلل التنسج الهيكلي الذي يؤثر في نمو العظام والغضاريف وتعيق نمو الأطفال وتطورهم، وهو شكل أكثر شيوعاً لـ القزامة.

الإنجاب بعد الأربعين يصيب الطفل بالتقزمالإنجاب بعد الأربعين يصيب الطفل بالتقزم

ومن بين الحالات الأخرى التي تصيب الأجنة الاندماج المبكر للعظام في الجمجمة، ما يؤثر في شكل الرأس، وتشمل متلازمة كروزون ومتلازمة فايفر ومتلازمة آبرت، حيث تحدث اختلافات جينية وطفرات في جينات معينة.

ويمكن أن يؤثر عمر الأب على صحة الطفل بعد الولادة فيما بعد، حيث كشفت إحدى الدراسات أن الأطفال الذين ولدوا لأب يبلغ من العمر 45 عاماً وأكبر فإنهم أكثر عرضة بنسبة 14% للدخول إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، وأكثر عرضة بنسبة 18% لانخفاض الوزن عند الولادة.

كما أن الحوامل اللاتي يبلغ أزواجهن 45 عاماً أو أكبر فإنهن أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل بنسبة 28%، ما يؤدي لولادة طفل أكبر حجماً وانخفاض نسبة السكر في الدم لدى الأطفال حديثي الولادة، والولادة المبكرة، وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 في وقت لاحق من الحياة.