منها اضطرابات النوم.. الأمراض الجلدية تسبب 3 مشكلات صحية
أمراض جلدية
علاقة غريبة تجمع بين الإصابة بالأمراض الجلدية المختلفة واضطرابات النوم، كشفتها دراسات ربطت بين أمراض الجلد التي تُصيب نحو 900 مليون شخص بمختلف أنحاء العالم خلال فترة من حياتهم – وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية – وبين المعاناة من الأرق وانقطاع التنفس ليلاً.
وتُقدَّر عدد الأمراض الجلدية المتعارَف عليها بـ3 آلاف بحسب مجلة الأمراض الجلدية الاستقصائية. أما الأنواع الأكثر شيوعاً فهي حب الشباب والتهاب الجلد التماسي، والصدفية، إضافة إلى الوردية والأكزيما. وحسب نوع وشدة الحالة يمكنها التأثير على حياة المرضى والتسبب في التوتر والاكتئاب؛ نتيجة الشعور بالألم والحكة وعدم الراحة.
دراسة صادمة
باحثون قدموا دراسة في مؤتمر الأكاديمية الأوروبية للأمراض الجلدية والتناسلية، كشفت نتائجها عن تسبب الأمراض الجلدية في اضطرابات النوم والتأثير على جودة الحياة بوجه عام؛ وذلك بعد تحليل بيانات أكثر من 17 ألف بالغ في 20 دولة بالقارات الثلاث.
ولفت الباحثون إلى أن 42% من المصابين بالأمراض الجلدية عانوا من أعراض رئيسية أثرت على النوم؛ حيث تعرض 60% منهم للحكة إضافة إلى 17% شعروا بالحرقان والوخز.
وبناءً على النتائج، يرى العلماء أن اضطرابات النوم لها آثار واسعة على الحياة اليومية، واعترف 49% من المشاركين بانخفاض الإنتاجية في العمل مقارنةً بـ19% من غير المصابين بأي أمراض جلدية.
ولاحظ الباحثون أن المصابين بأمراض جلدية أكثر عرضةً للشعور بالتعب بعد الاستيقاظ، ويعانون من فترات النعاس أثناء النهار، إضافة إلى التثاؤب المتكرر والإحساس بالوخز في العين.
وقال برونو هاليو طبيب الأمراض الجلدية، لموقع "ميديكال نيوز توداي"، إن الدراسة الحديثة يجب أن تشجع مقدمي الرعاية الصحية على دمج الأسئلة المتعلقة باضطرابات النوم في فحوصات المرضى الذين يعانون من أمراض جلدية؛ لزيادة فهم للحالات، وتخفيف الآثار الضارة وتحسين نوعية الحياة.
آثار الأمراض الجلدية على حياة المرضى
لم تكن الدراسة الحديثة التي تبحث في العلاقة بين الأمراض الجلدية واضطرابات النوم الأولى من نوعها، بل أشارت دراسة أخرى عام 2021 إلى انخفاض أداء المصابين أثناء النهار نتيجة المعاناة من الأرق ليلاً. وتراوحت النسبة بين 20-50%. والمشكلة نفسها يعاني منها أقارب المريض بالأمراض الجلدية أيضاً.
ولم تؤثر الأمراض الجلدية على اضطرابات النوم فقط، بل لها آثار سلبية على التنفس أثناء النوم؛ فالمصاب قد يعاني من انقطاع النفس الانسدادي، وهو عبارة عن نوبات تحدث نتيجة انهيار كلي أو جزئي في المجرى الهوائي، وانخفاض تشبع الأكسجين؛ ما يجعلك تستيقظ من النوم فجأة وقد لا يمكنك العودة مرة أخرى إلى سريرك أو تعاني اضطرابات في الليل.
وأشارت مراجعة منشورة في 2023 إلى أن الذين يعانون من أمراض جلدية مثل الأكزيما تصاحبها اضطرابات في النوم، تتفاقم لديهم الالتهابات.
ومن ناحية أخرى، هناك تأثير ثنائي الاتجاه بين اضطرابات النوم والأمراض الجلدية؛ حيث أثبتت الأبحاث تفاقم التهاب الجلد والأكزيما والصدفية نتيجة حدوث مشاكل في النوم. وارتبطت بعض الأدوية المستخدمة في علاج الأمراض الجلدية بتغيرات في دورة النوم، ومن ثم يصبح علاج الحالتين جزءاً لا يتجرأ كل منهما عن الأخرى.
نهج شامل للعلاج
بعد مراجعة الدراسة، أوضحت ألكسيس يونج طبيبة الأمراض الجلدية بجامعة هاكنساك البحثية، أن الألياف العصبية التي تحمل الألم، يمكنها نقل الإحساس بالحكة؛ ما يُسبِّب انزعاج للمريض، خاصةً بالليل لقلة تشتيت انتباهه.
ويرى بيتر ليو طبيب الأمراض الجلدية، أن أعراض المشاكل الجلدية، مثل اللسع والحكة، تُشكِّل ضغطاً نفسياً على المريض، إضافةً إلى اضطراب الجلد.
وأشار بنجامين أونجار، في تصريحات لموقع "ميديكال نيوز توداي"، إلى أن النتائج تسلط الضوء على أهمية وجود علاج شامل للأمراض الجلدية، لا يقتصر على علاجها فقط، بل تشمل مكافحة تأثيراتها والآثار المصاحبة لها.
