تكميم المعدة من الجراحات الفعالة في التخلص من الوزن الزائد خلال فترة قصيرة، ولكن هل تساعد هذه العملية في علاج الأمراض المزمنة أو التخفيف من آثارها على الصحة؟
في المتوسط، يفقد المرضى ما بين 50 و60% من وزنهم الزائد خلال السنة الأولى بعد جراحة تكميم المعدة. وعلى الجانب الآخر، يخسر مرضى آخرون المزيد من الوزن؛ أي أكثر من النسبة المحددة. ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، بما في ذلك التزام المريض بنظام غذائي صحي وخطة للتمارين الرياضية، ووزنه قبل الجراحة، وصحته بوجه عام، نقلاً عن "Topdoctors".
تساعد جراحة تكميم المعدة في تقليل شدة بعض الحالات المرضية المرتبطة بالسمنة، ومنها: مرض السكري من النوع الثاني، والتهاب المفاصل العظمي، وتوقف التنفس أثناء النوم، وارتفاع ضغط الدم، ومرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)، وفقاً لـ"سانجاي أجراوال" الاستشاري والمتخصص في جراحة السمنة.
وتُستخدَم جراحة تكميم المعدة في المقام الأول لفقدان الوزن لدى الذين يعانون السمنة المفرطة والذين تبلغ مؤشر كتلة أجسامهم 40 أو أعلى (ناتج قسمة الوزن على مربع الطول)، كما يمكن إجراء هذا النوع من الجراحة للمرضى الذين يتراوح مؤشر كتلة أجسامهم بين 35 و39.9، ومن يعانون مشاكل صحية ناتجة عن السمنة.
وبينما تعمل جراحة تكميم المعدة على تقليل كمية الطعام التي يمكن للمعدة استيعابها، تؤثر الجراحة أيضاً في الهرمونات التي تتحكم في الجوع؛ ما يؤدي إلى كبح الشهية.
هناك العديد من الحالات الصحية المزمنة، التي يمكن أن تتحسن نتيجة فقدان الوزن بعد إجراء عملية تكميم المعدة، ومن بينها:
تحدث هذه الحالة المرضية عندما تسترخي العضلات التي تدعم الأنسجة الرخوة في الحلق خلال النوم؛ ما يؤدي إلى توقف التنفس مؤقتاً، كما تزيد هذه الحالة من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب والسكتة الدماغية.
ووفق "Lakeland Surgical Clinic"، فإن نحو 85% من الذين يعانون انقطاع التنفس الانسدادي في أثناء النوم، يعانون من السمنة المفرطة، وجراحات السمنة مثل تكميم المعدة توفر الشفاء في 80–85% من الحالات.
تلعب السمنة دوراً رئيسياً في تطور مرض السكري من النوع الثاني؛ حيث لا يستطيع الجسم استخدام الإنسولين بشكل فعَّال، وبعد الخضوع لتكميم المعدة، يفقد العديد من المرضى وزنهم الزائد خلال عام واحد؛ ما يساعد على عكس مقاومة الإنسولين وتحسين التحكم في مستوى السكر بالدم.
دراسة أجريت عام 2019 على 1330 بالغاً أمريكياً يعانون السمنة المفرطة؛ حيث خضعوا لجراحة تكميم المعدة، وفقدوا أكثر من ربع إجمالي أوزانهم، وشهد بعضهم تحسناً في مستوى السكر بالدم وضغط الدم في غضون عام واحد فقط من إجراء العملية؛ ما أدى إلى انخفاض فرص إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية خلال 10 سنوات بنسبة 40%، حسب "المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة".
تساهم السمنة في الإصابة بالعقم عند كلٍّ من النساء والرجال من خلال التأثير في التوازن الهرموني؛ ما يعني أن الرجال الذين يعانون زيادة الوزن قد يكون لديهم عدد أقل من الحيوانات المنوية، وقد تواجه النساء مشاكل في الإباضة؛ لذا يمكن أن يساهم فقدان الوزن في التعزيز من الخصوبة.