مقاومة الإنسولين من الحالات الشائعة التي انتشر الحديث عنها على وسائل التواصل الاجتماعي، وأثارت قلق المصابين بالسمنة على وجه التحديد، وتكمن المشكلة في أن أعراضها لا تظهر في المراحل المبكرة؛ لذا ترصد لك بوابة "صحة" كل ما تريد معرفته عن الإنسولين وأسباب مقاومته، إضافة إلى أعراض الحالة الصحية وطرق التشخيص والعلاج.
في البداية، عليك معرفة أن الإنسولين هو الهرمون الذي يفرزه البنكرياس، ووظيفته مساعدة الجلوكوز الموجود في الدم، الذي نحصل عليه من الطعام، على دخول الخلايا في العضلات والدهون والكبد لاستخدامه في توليد الطاقة.
كما يُنتِج الكبد الجلوكوز وقت الحاجة، وعندما ترتفع مستوياته في الدم تحت مسمى "سكر الدم" بعد تناول الطعام، يُطلق البنكرياس الإنسولين في الدم لخفض نسبة الجلوكوز وجعله في معدلاته الطبيعية.
تشير مقاومة الإنسولين إلى عدم قدرة الخلايا الموجودة في العضلات والدهون والكبد على الاستجابة للإنسولين بشكل جيد، ولا يمكنها امتصاص الجلوكوز من الدم. ونتيجة لذلك يفرز البنكرياس مزيداً من الإنسولين لمساعدة الجلوكوز في دخول خلايا الجسم؛ وذلك وفق ما ذكره موقع National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney.
الإصابة بمقاومة الإنسولين وعدم قدرة خلايا "بيتا" في البنكرياس على إنتاج ما يكفي من الإنسولين للحفاظ على نسبة الجلوكوز في الدم بالمعدل الطبيعي ثم يبقى الجلوكوز في مجرى الدم بدلاً من دخول الخلايا، وتبدأ إصابتك بمرض السكري من النوع الثاني تم تتطور تدريجياً.
يحدث ذلك نتيجة محاولة تخلص الجسم من الجلوكوز الزائد، ومن ثم يعتبر دخول الحمام علامة شائعة على مقاومة الإنسولين ومرض السكري، لكن إذا كانت مستويات الجلوكوز مرتفعة باستمرار، فلن تستطيع الكلى إعادة امتصاص كل السكر الزائد؛ ما يؤدي إلى إجبار الجسم على إخراج السكر عن طريق البول.
فقدان جسمك المزيد من السوائل عن طريق كثرة التبول بسبب مقاومة الإنسولين، يؤدي إلى شعورك بالعطش طوال اليوم لتعويض ما فقدته.
سواء كنت تعاني من مقاومة الإنسولين أو مرض السكري، فمناطق في الجسم مثل الإبط أو الظهر أو جوانب الرقبة تصبح داكنة، وتظهر زوائد جلدية أيضاً.
يعتبر ارتفاع نسبة السكر في الدم من العلامات الأولى لمقاومة الإنسولين، وفور اشتباه الطبيب في ذلك سيطلب منك إجراء تحليل الهيموجلوبين A1C للتحقق من مستويات الجلوكوز خلال الـ3 أشهر الماضية.
وذكر موقع "Health" أن المعدل الطبيعي لنتيجة الاختبار يجب أن تكون 5%. أما إذا كانت النتيجة بين 5.7% و6.4% فهذا يشير إلى مقاومة الإنسولين، وأنك في مقدمة الإصابة بالسكري من النوع الثاني. وبالنسبة إلى نتيجة الاختبار بنسبة 6.5% وأكثر فهذا يعني أنك مصاب بالفعل بالسكري من النوع الثاني.
يساعد الإنسولين الجسم في تنظيم استخدام وتخزين الدهون والكولسترول، وفي حالة شك الطبيب في ارتفاع الدهون سيطلب منك إجراء اختبار للتأكد. وإذا أشارت النتائج إلى ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية بالدم، والكولسترول الضار LDL وانخفاض الكولسترول الجيد HDL، فهذا يعني إصابتك بمقاومة الإنسولين؛ وذلك وفق ما ذكرته مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منه الأمريكية.
عدم قدرة الخلايا على امتصاص الجلوكوز للحصول على الطاقة عند الإصابة بمقاومة الإنسولين، يؤدي إلى زيادة التعب، كما تحدث تغيرات متقلبة في مستويات السكر بالدم.
حتى لو لم تكن مصاباً بمرض السكري، فإن الوخز في القدمين من أعراض مقاومة الإنسولين؛ وذلك لأن ارتفاع مستويات السكر في الدم تؤدي إلى تلف بأعصاب القدمين.
العوامل الوراثية ونمط الحياة يُعرِّضان الأشخاص للإصابة بمقاومة الإنسولين ومقدمات مرض السكري، والفئات الأكثر عرضةً هم ذوو الوزن الزائد، والذين تزيد أعمارهم عن 45 عاماً، إضافة إلى الذين لديهم تاريخ عائلي مع المرض، ومن لا يمارسون الرياضة، ومن يعانون من أمراض القلب والسكتات الدماغية، والمصابات بتكيس المبايض؛ وذلك وفق ما ذكره موقع "National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney".
إذا وقعتَ في الفخ وأُصِبتَ بالمرض فهناك بعض العادات التي عليك اتباعها، وهي مماثلة تماماً ومناسبة للذين يريدون مكافحة الإصابة بالمشكلة.
كشفت مجلة "جاما" للطب الباطني أنه تم تحليل دراسات وبيانات بين ديسمبر 2018 وفبراير 2019، بحثت في العلاقة بين الالتزام بنظام غذائي نباتي ومقاومة الإنسولين.
ولوحظ في 9 دراسات بإجمالي 307 آلاف و99 مشاركاً مع 23 ألفاً و544 حالة إصابة بمرض السكري من النوع الثاني؛ أن التركيز على الأطعمة الغنية بالخضراوات والفاكهة والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات مفيدة للوقاية الأولية من السكري من النوع الثاني.
أوضحت المجلة كذلك أن النشاط البدني يؤدي إلى خفض نسبة الجلوكوز في الدم لمدة تصل إلى 24 ساعة أو أكثر بعد التمرين؛ وذلك عن طريق جعل جسمك أكثر حساسيةً تجاه الإنسولين.
على المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري فقدان بين 5-7% من وزنهم لتقليل فرص الإصابة بالمرض، إضافة إلى النظام الغذائي النباتي وزيادة النشاط البدني؛ وذلك وفق ما أظهرته دراسات بحثية تمولها المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية.