خشونة الركبة هي حالة شائعة تصيب العديد من الأشخاص، خاصةً كبار السن والنساء، وتعتبر واحدة من أشكال التهاب المفاصل الشائعة، تتضمن هذه الحالة تلف وتآكل الغضروف داخل مفصل الركبة، ما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الألم والتيبس وضعف وظيفة المفصل.
وفي السطور التالية تستعرض "بوابة صحة" بالتفصيل ما هي خشونة الركبة؟ وأسبابها المحتملة، والأعراض التي قد تصاحبها، ما يمكن أن يساعد في فهم هذه الحالة بشكل أفضل والتعرف على الخطوات التي يمكن اتخاذها لإدارتها بفعالية.
خشونة الركبة هي حالة تتسم بتآكل وتلف الغضروف الموجود بين عظمتي الفخذ والساق في مفصل الركبة، حيث يعمل الغضروف كوسادة ملساء تسمح بانزلاق العظام بسلاسة وتخفيف الاحتكاك أثناء الحركة، ومع التقدم في العمر أو نتيجة لأسباب أخرى، قد يبدأ هذا الغضروف في التآكل، ما يؤدي إلى زيادة الاحتكاك بين العظام وتغير في بنية المفصل.
ينجم عن هذا التآكل شعور بالألم والتيبس في المفصل، وقد يؤدي إلى فقدان القدرة على تحريك الركبة بشكل طبيعي، بالإضافة إلى ذلك، قد تتشكل نتوءات عظمية حول المفصل في محاولة للجسم لتعويض فقدان الغضروف، مما يزيد من الألم والتشنج.
أسباب خشونة الركبة
خشونة الركبة حالة شائعة تؤثر في نحو 45% من الأشخاص على مستوى العالم، وعلى الرغم من أن السبب الدقيق لخشونة الركبة ليس معروفاً بشكل كامل، إلا أن هناك عوامل محتملة قد تزيد من احتمالية الإصابة بها، وتشمل:
مع تقدم العمر، يصبح الغضروف في مفصل الركبة أقل مرونة وأضعف، ما يجعله أكثر عرضة للتآكل والتلف، يحدث هذا التآكل بشكل طبيعي مع تقدم العمر، حيث يتعرض الجسم لعوامل التآكل والتأكسد مع مرور الزمن.
بالتالي، يزداد خطر الإصابة بخشونة الركبة مع التقدم في العمر، حيث يصبح الفرد أكثر عرضة للمشاكل المفصلية والتآكل الغضروفي، وتشير الإحصاءات إلى أن نسبة الأشخاص الذين يعانون من خشونة الركبة تزداد بشكل ملحوظ مع تقدم العمر، حيث يعاني ما بين 2% إلى 19% من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 45 عاماً من هذه الحالة، بينما يصل هذا الرقم إلى حوالي 37% من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 60 عاماً.
السمنة تعتبر عامل خطر كبير لخشونة الركبة، حيث يمثل الضغط الزائد الناتج عن الوزن الزائد تحميلاً كبيراً على مفصل الركبة، حيث تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة، خاصةً الذين يمتلكون مؤشر كتلة الجسم (BMI) 30 أو أعلى، هم أكثر عرضة للإصابة بخشونة الركبة بنسبة تصل إلى سبع مرات أكثر من الأشخاص الذين يمتلكون BMI أقل.
علاوةً على ذلك، تصنع الخلايا الدهنية بروتينات تسبب التهابات في المفاصل وحولها، مما يمكن أن يساهم في تطور خشونة الركبة، لذا، يُعتبر الحفاظ على وزن صحي من خلال اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة من العوامل الهامة للوقاية من خشونة الركبة، خاصةً للأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن.
الصدمات، الإصابات الخطيرة، والجراحات يمكن أن تلحق ضرراً بمفصل الركبة وتسبب في خشونته، وقد لا تظهر الأعراض الواضحة إلا بعد مرور فترة زمنية طويلة من الإصابة، تلك الإصابات قد تترك تأثيراً دائماً على صحة المفصل وتؤدي إلى تآكل الغضروف وتشوهات في العظام المحيطة بالمفصل، ما يسهم في ظهور خشونة الركبة.
التاريخ العائلي لخشونة الركبة يمثل عاملًا هامًا في زيادة خطر الإصابة بها، حيث يقدر الباحثون أن نسبة تتراوح بين 40% إلى 65% من حالات خشونة الركبة تكون مرتبطة بالعوامل الوراثية، يعني ذلك أن الأشخاص الذين لديهم آباء أو أجداد تعرضوا لخشونة الركبة يكونون أكثر عرضة للإصابة بها بنسبة أعلى من غيرهم، تلك العوامل الوراثية قد تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة لتطور خشونة الركبة بمرور الوقت، حتى في حال عدم تواجد العوامل الأخرى التي تزيد من احتمالية الإصابة بها.
الإجهاد المتكرر للمفاصل يمكن أن يزيد من خطر تطور خشونة الركبة، الأشخاص الذين يقومون بأنشطة تتطلب استخدام المفاصل بشكل متكرر ومكثف، مثل الرياضيين أو الذين يعملون في الوقوف لفترات طويلة أو يقومون برفع الأشياء الثقيلة، قد يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بخشونة الركبة، تلك الأنشطة قد تؤدي إلى تآكل الغضروف وتلف المفاصل بمرور الوقت، ما يزيد من احتمالية ظهور أعراض الخشونة وتطورها.
صحيح، عدم ممارسة الرياضة بانتظام قد يزيد من احتمالية تطور خشونة الركبة، تمارين الرياضة الدورية تساعد على تقوية العضلات المحيطة بالركبة وتحسين مرونتها، ما يقلل من الضغط على المفصل ويحافظ على سلامته، على الجانب الآخر، عدم ممارسة الرياضة يمكن أن يؤدي إلى ضعف العضلات وفقدان المرونة، ما يجعل المفصل أقل قدرة على تحمل الضغط ويزيد من احتمالية تطور الخشونة وتيبس الركبة.
النساء يبدون أكثر عرضة لخشونة الركبة من الرجال، خاصة مع تقدم العمر واقتراب سن انقطاع الطمث، حيث يؤدي انخفاض هرمون الإستروجين بعد انقطاع الطمث إلى هشاشة العظام، ما يزيد فرص تطور خشونة الركبة.
هذا بالإضافة إلى أن النساء غالباً ما يكون لديهن توازن جسدي مختلف عن الرجال، ما قد يضعهن في خطر أكبر للإصابة بخشونة الركبة.
عدم الحفاظ على وزن صحي وعدم ممارسة الرياضة بانتظام قد يزيد من احتمالية تطور الحالة.
الأمراض والعيوب الخلقية تسبب خشونة الركبة
هناك عدة أمراض وعيوب خلقية يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بخشونة الركبة، من بين هذه الأمراض:
أ-النقرس:
يتسبب تراكم حمض اليوريك في المفاصل، مما يؤدي إلى التهابها وتآكل الغضروف.
ب-التشوهات الخلقية:
تشمل تشوهات في بنية المفصل أو الغضروف منذ الولادة، بعض التشوهات الهيكلية في تشكيلة الركبة قد تزيد من احتمالية تطور خشونة الركبة.
ج-التهاب المفاصل الإنتاني:
ناتج عن عدوى بكتيرية أو فيروسية في المفاصل، قد يؤدي إلى تلفها وتآكل الغضروف.
د-الاضطرابات الأيضية:
مثل السكري وترسب الأصبغة الدموية وهرمون النمو الزائد، يمكن أن تؤثر على صحة المفاصل وتزيد من احتمالية تطور خشونتها.
ه-التهابات المفصلية (التهابات المفصلية الروماتويدية):
بعض الحالات الصحية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي قد تزيد من احتمالية تطور خشونة الركبة.حيث يهاجم جهاز المناعة خلايا المفاصل، مما يسبب التهاباً وتدمير الغضروف.