تراكم البلغم من المشكلات المزعجة والمحرجة؛ حيث يؤدي إلى التهاب الحلق والسعال وصعوبة في التنفس في كثير من الأحيان؛ ما يجعلك تهرع إلى البحث عن العلاجات السريعة للتخلص منه، لكن هل جال في خاطرك يوماً ما أن للبلغم وجهاً آخر حسناً؟
في السطور التالية تُقدم بوابة "صحة" كل المعلومات التي تحتاجها عن البلغم؛ بدايةً من أسباب تكوينه، مروراً بأهميته والفرق بينه والمخاط، وصولاً إلى طرق علاجه والتخلص منه.
أوضّح الدكتور الأمريكي شون ناصري اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة، أن البلغم مادة لزجة ينتجها الجسم بهدف الحفاظ على الممرات الهوائية وحماية الجهاز التنفسي من المهيجات، لكنه رغم أنه يحمي الرئتين من التلف، فإن تراكمه بكميات زائدة عن الحد يؤدي إلى ظهور حالات مرضية أخرى مزعجة.
وأشار لموقع "فوربس" أن البلغم ينتج عن التهابات في الجهاز التنفسي كالإصابة بنزلة برد أو التهاب الجيوب الأنفية، ويتراكم عند التعرض للحساسية والمهيجات، وفي كثير من الأحيان يكون لونه أصفر أو أخضر؛ ما يشير إلى احتمالية احتوائه على بكتيريا.
يُفضل تحديد السبب الحقيقي وراء تراكم البلغم لمعالجته والتنفس بشكل طبيعي مرة أخرى؛ حيث إنه يتحول إلى اللون الأصفر مع زيادة خلايا الدم البيضاء؛ ما يشير إلى أن الجسم يحاول محاربة عدوى مثل التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي، حسب د. محمود كارا طبيب الطب الباطني المعتمد ومؤسس "KaraMD".
ربما تعتقد أن البلغم والمخاط واحد، لكن الأول مادة أكثر سمكاً ينتجها الجسم استجابة للتهيج والعدوى، وتتشكل بشكل أكبر في الجهاز التنفسي السفلي والرئتين. أما المخاط فهو سائل أرق وظيفته ترطيب الجهاز التنفسي، ويوجد في الأغشية المخاطية المبطنة للممرات الهوائية؛ لاحتجاز الغبار والجزيئات الغريبة قبل دخولها الرئتين، كما يساعد على منع جفاف وتهيج الشعب الهوائية وزيادة ترطيبها.
لا يوجد سبب واحد لتكون البلغم؛ حيث تنتج تلك المادة استجابةً لعددٍ من الظروف الأساسية المختلفة، تتضمن:
الارتجاع: يؤدي تحرك سوائل المعدة إلى المريء – سواء مع أو الإصابة بحرقة في المعدة أو من دون الإصابة بها – إلى تراكم البلغم.
التهاب الشعب الهوائية: غالباً ما يحدث بسبب فيروس أو بكتيريا، وتصاحبه زيادة في إنتاج المخاط وصعوبة التنفس.
التدخين: المواد الناتجة عنه تؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي وارتفاع مستويات إنتاج البلغم أيضاً.
الحساسية: تتسبب في إنتاج المخاط كمحاولة لإزالة مسببات تهيج الجهاز التنفسي.
الربو: يعتبر مرضاً التهابياً يتسبب في تضييق المسالك الهوائية؛ ما يؤدي إلى صعوبة التنفس، وزيادة إنتاج البلغم؛ لحماية الرئتين من التلف.
أمراض الرئة المزمنة: يمكن لبعضها، بما في ذلك مرض الانسداد الرئوي المزمن والتليف الكيسي وانتفاخ الرئة، أن تسبب زيادة إنتاج المخاط في الرئتين.
التهاب الجيوب الأنفية: يؤدي إلى زيادة إنتاج البلغم، وربما يتسرب إلى الجزء الخلفي من الحلق.
إذا كنت تعاني الحساسية أو الربو أو أي حالة أخرى تسبب زيادة إنتاج البلغم، يُنصح بالحصول على العلاج الطبي. أما إذا كان البلغم ناتجاً عن عدوى فيروسية، مثل نزلات البرد، فقد يختفي خلال 7 إلى 10 أيام، بمساعدة بعض العلاجات السريعة، ومنها:
يمكن التركيز على تناول المشروبات الدافئة مثل اليانسون والأعشاب الأخرى لتخفيف البلغم؛ حيث إنها تحفز عملية السعال؛ ما يؤدي إلى طرد البلغم من الشعب الهوائية، فيما يُنصح بتجنب الكافيين.
نصح الطبيبان "كارا" و"ناصري" باستخدام البخاخات المالحة لتخفيف الاحتقان وتنظيف الجيوب الأنفية؛ ما يقلل إنتاج البلغم في الحلق.
رفع رأسك وصدرك ليلاً باستخدام وسائد إضافية أو رفع رأس السرير، قد يساعد على تصريف البلغم من الجيوب الأنفية، ومنعه من التجمع في الجزء الخلفي من الحلق، كما يمكن أن يساهم في تقليل الاحتقان والسعال المستمر الناتج عن التنقيط الأنفي الخلفي.
ممارسة التنفس العميق والمُتحكم فيه تؤدي إلى زيادة مستويات الأكسجين وتحسين وظائف الرئة بشكل عام، وتعزز الاستخدام السليم لعضلات الحجاب الحاجز التي تساعدك على التنفس؛ ما يساعد على تخفيف حدة آثار زيادة البلغم.
يمكن للأدوية مثل مضادات الهيستامين وبخاخات الأنف أن تساعد على تقليل إنتاج البلغم للمصابين بالحساسية، لكن يُنصح باستشارة الطبيب قبل تجربة أي دواء، وإجراء اختبار الحساسية لتحديد المواد التي تسبب لك هذه الحالة حتى تتمكن من تجنبها في المستقبل.