سرطان الحلق مرض خطير ينشأ عندما تنمو الأورام الخبيثة في منطقة البلعوم أو الحنجرة، ما يؤثر في العديد من الوظائف الحيوية مثل التنفس والتحدث والبلع، ويُعد التشخيص المبكر لسرطان الحلق أمراً بالغ الأهمية لزيادة فرص العلاج والشفاء.
تختلف أعراض هذا المرض بناءً على موقع الورم ومرحلة تطوره، إن فهم هذه الأعراض ومعرفة أنواع سرطان الحلق المختلفة وطرق العلاج المتاحة يمكن أن يسهم في التشخيص المبكر وتحسين جودة حياة المرضى.
وفي السطور التالية تستعرض بوابة صحة العلامات المبكرة للإصابة بسرطان الحلق، وأعراض الحالات المتقدمة.
قد تكون أعراض سرطان الحلق صعبة التمييز في المراحل الأولى من المرض بينما تكون أكثر وضوحاً في المراحل المتأخرة، لكن تعتبر معرفة هذه الأعراض أمراً حيوياً للتشخيص المبكر والعلاج الفعال.
يمكن أن تكون الأعراض المبكرة لسرطان الحلق مشابهة لأعراض أمراض أخرى أقل خطورة مثل نزلات البرد، ما يجعل التشخيص المبكر تحدياً كبيراً، ومنها:
يعد التهاب الحلق المستمر لأسابيع من أكثر الأعراض المبكرة شيوعاً لسرطان الحلق والبلعوم، في الحالات العادية، يمكن أن يزول التهاب الحلق الناتج عن نزلات البرد في غضون أيام قليلة إلى أسبوع، لكن في حالة سرطان الحلق.
التهاب الحلق المستمر من مؤشرات السرطان
يستمر الالتهاب لفترة أطول من أسبوعين، ما يسبب شعوراً مستمراً بالألم وعدم الراحة في الحلق، قد يكون هذا الالتهاب المستمر ناتجاً عن نمو الورم في منطقة الحلق، ما يسبب تهيج الأنسجة المحيطة، لهذا السبب، ينبغي على أي شخص يعاني من التهاب في الحلق يستمر لأكثر من أسبوعين أن يراجع الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة لتحديد السبب.
يمكن أن تؤدي الأورام في الحنجرة إلى تغيرات في الصوت، وهو أحد الأعراض المبكرة الشائعة لسرطان الحنجرة، قد يصبح الصوت أكثر هدوءاً أو يتغير ليصبح أجشاً أو خشناً، في بعض الحالات، قد يبدو الصوت كما لو كان الشخص مصابًا بـنزلة برد طوال الوقت.
إضافةً إلى ذلك، قد يعاني الأشخاص المصابون بسرطان الحلق من التلعثم وصعوبة في لفظ كلمات أو أصوات معينة، مما يشير إلى وجود مشكلة تؤثر على الأحبال الصوتية، إذا لاحظ الشخص تغييرات مستمرة في صوته أو بحة مستمرة، يجب عليه مراجعة الطبيب لتقييم الحالة.
قد تكون صعوبة البلع من أعراض سرطان الحلق والحنجرة المبكر، يشعر المصاب بألم أو إحساس حارق أثناء مضغ الطعام وبلعه، وقد يشعر بأن الطعام يلتصق أو يعلق في الحلق، يمكن أن تكون هذه الصعوبة ناتجة عن تضيق الممرات الغذائية بسبب وجود الورم.
قد يتسبب الورم أيضاً في تهيج الأنسجة المحيطة، ما يسبب الألم أثناء البلع، إذا كان الشخص يعاني من صعوبة مستمرة في البلع أو شعور بألم أثناء الأكل، ينبغي عليه استشارة الطبيب للحصول على التشخيص المناسب.
صعوبة البلع بسبب ضيق الممرات الغذائية
إن الأعراض المبكرة لسرطان الحلق، رغم تشابهها مع أعراض أمراض أقل خطورة، تعتبر إشارات حيوية يمكن أن تساعد على الكشف المبكر عن المرض، لذا يُنصح بالتوجه للطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة عند ملاحظة أي من هذه الأعراض، ما يمكن أن يسهم في التشخيص المبكر والعلاج الفعال، ويزيد فرص الشفاء.
الأعراض المتأخرة لسرطان الحلق تكون أكثر وضوحاً، وتحتاج إلى عناية طبية فورية، تظهر هذه الأعراض المتأخرة عندما يكون المرض قد تقدم وانتشر في الأنسجة المحيطة، ما يسبب مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية الخطيرة، ومن هذه الأعراض:
الكحة المستمرة التي لا تتوقف هي أحد الأعراض الشائعة في المراحل المتأخرة من سرطان الحلق، يمكن أن تكون هذه الكحة مصحوبة بدم في بعض الأحيان، تسبب الأورام السرطانية تهيج الأنسجة وتؤدي إلى الكحة المستمرة، إذا استمرت الكحة لفترة طويلة دون استجابة للعلاجات التقليدية، يجب على الشخص مراجعة الطبيب لتحديد السبب وإجراء الفحوصات اللازمة.
الكحة المستمرة من أعراض سرطان الحلق المتأخرة
تعتبر التقرحات والبقع البيضاء في الفم والحلق من الأعراض المقلقة التي قد تشير إلى انتشار السرطان في الأنسجة المحيطة، يمكن أن تكون هذه البقع نتيجة لنمو غير طبيعي للخلايا السرطانية، وقد تكون مؤلمة وتسبب صعوبة في الأكل والشرب، يجب على أي شخص يلاحظ وجود تقرحات أو بقع بيضاء في الفم أو الحلق مراجعة الطبيب فوراً للحصول على التشخيص المناسب.
قد يسبب سرطان الحلق في مراحله المتأخرة صداعاً وآلاماً في الرأس، يحدث هذا الألم نتيجة لانتشار السرطان إلى الأنسجة المحيطة والضغط على الأعصاب، يمكن أن يكون الصداع مستمرًا وشديدًا، ويحتاج إلى تقييم طبي لتحديد السبب وتقديم العلاج المناسب.
الألم في الفكين أو الأذن يمكن أن يكون من الأعراض المتأخرة لسرطان الحلق، ينتج هذا الألم عن انتشار السرطان إلى المناطق المجاورة والتسبب في تهيج والتهاب الأعصاب، قد يكون الألم في الأذن مستمراً ويزداد سوءاً مع الوقت، مما يتطلب استشارة الطبيب لتقييم الحالة وتحديد العلاج المناسب.
تسبب الأورام السرطانية في الحلق انسداد الممرات الهوائية، ما يؤدي إلى صعوبة في التنفس، قد يشعر الشخص بضيق في التنفس أو يكون لديه صعوبة في التنفس بعمق، هذا العرض يعتبر من الأعراض الخطيرة التي تستدعي العناية الطبية الفورية.
قد يعاني المصابون بسرطان الحلق من نزيف غير مبرر في الأنف أو الفم، يمكن أن يحدث هذا النزيف نتيجة لتضرر الأنسجة والأوعية الدموية بسبب نمو الورم، يجب على أي شخص يعاني من نزيف غير مبرر مراجعة الطبيب فورًا لتحديد السبب وتقديم العلاج اللازم.
التورم في منطقة العيون أو في الفم والحلق يمكن أن يكون علامة على انتشار السرطان إلى الأنسجة المحيطة، هذا التورم يمكن أن يسبب ألماً ويؤثر في القدرة على الأكل والتحدث، يتطلب هذا العرض تقييماً طبياً عاجلاً لتحديد مدى انتشار السرطان ووضع خطة علاجية مناسبة.
الوعي بهذه الأعراض والتوجه للطبيب عند ملاحظتها يمكن أن يسهم في تقديم العلاج المناسب في الوقت المناسب، ما قد يحسن فرص الشفاء وجودة حياة المريض، حيث يعد التعامل الجدي مع هذه الأعراض خطوة أساسية في مكافحة سرطان الحلق وتقديم الرعاية الصحية اللازمة للمصابين.