إذا لم تحصل على قسطٍ كافٍ من النوم الجيد أثناء الليل، فقد تنام لفترات طويلة فيما بعد، لكن النوم الزائد ربما يشير إلى مشكلات صحية لا تدركها، خاصةً إذا كنت تنام بانتظام لأكثر من 10 ساعات يومياً.
وفي السطور التالية تستعرض بوابة صحة أسباب الإفراط في النوم، ومقدر النوم الذي تحتاجه كل يوم، والذي يعتمد على العمر وروتين الحياة.
يحتاج حديثي الولادة حتى عمر 3 سنوات إلى 14-17 ساعة نوم مضاف إليهم القيلولة، أما الرضع في عمر 4-11 شهراً ينامون بين 11-14 ساعة، والأطفال بين 3-5 سنوات بحاجة إلى 10-13 ساعة من النوم، ومن 6 سنوات حتى 13 سنة قد ينامون بين 9-11 ساعة.
وبالنسبة للمراهقين من عمر 14-17 سنة ينامون بين 8-10 ساعات يومياً، أما بين 18-64 سنة بحاجة إلى 7-9 ساعات من النوم، لكن بدءاً من 65 عاماً فيما فوق ينامون بين 7-8 ساعات، حسب مؤسسة النوم الأمريكية.
إذا كان النوم الزائد نتيجة تعويض ساعات ضائعة بقيت مستيقظاً خلالها لأمر طارئ فهذا طبيعي، لكن النوم الزائد الذي يتميز بالشعور بالنعاس المفرط أثناء النهار، والاستغراق في النوم لـ18 ساعة يومياً فهذا ليس طبيعياً.
يوجد حالات بعضها يحدث وأنت نائم تزيد عدد ساعاتك نومك، مثل توقف التنفس أثناء النوم، أو متلازمة تململ الساقين وهي حالة عصبية تشعر فيها برغبة ملحة لتحريك ساقيك، وعادةً ما تنجم عن شعور بعدم الراحة في الساق.
كما أن الإصابة بالاكتئاب وتناول أدوية مثل المهدئات، وأدوية ارتفاع ضغط الدم، والمضادة للصرع والاكتئاب تزيد المعاناة من النعاس المفرط وتسبب النوم الزائد.
وكشفت مراجعة أجريت عام 2019 ونُشرت في مجلة "Nature and Science of Sleep" أن 28% من الأشخاص الذين يعانون من إصابات الدماغ المفرطة يعانون النوم الزائد.
تعتمد الأعراض على السبب الخفي وراء الإفراط في النوم، وما إذا كانت الحالة مزمنة أم قصيرة المدى، حيث يعاني المصاب من التهيج والتعب والقلق وقلة الشهية، إضافةً إلى زيادة القيلولة أثناء النهار، وربما يواجه ضبابية الدماغ، ومشاكل في الذاكرة.
عندما تنام لساعات طويلة عن المعتاد لفترة كبيرة فإن النوم بهذه الطريقة يزيد الحالات الصحية مثل السمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكتات الدماغية والسكري؛ ووقتها يُنصح بالتحدث مع الطبيب لتقديم التشخيص الصحيح.
في أول زيارة لك للطبيب سيجري فحص جسدي وطبي ويطرح عليك بعض الأسئلة التي توضح عادات النوم، ونمط الحياة والعادات الغذائية والأدوية التي تتناولها، كما قد يطلب إجراء فحوصات مثل دراسة تخطيط النوم للكشف عن الاضطرابات، واختبار النوم المنزلي من خلال وضع المستشعرات على فروة الرأس والجبين والذقن والصدر والساق والسبابة؛ لجمع المعلومات من دماغك وقلبك ورئتيك وعضلاتك.
بخلاف الأدوية اللازمة للعلاج، يجب أن تتضمن الخطة العلاجية تغييرات في نمط الحياة والتركيز على عدة علاجات منزلية، منها: الحفاظ على جدول نوم ثابت، وممارسة التمارين الرياضة 30 دقيقة يومياً، إضافةً إلى التوقف عن استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، وتجنب الكافيين قبل النوم.
وربما يساعد العلاج السلوكي المعرفي في التغلب على مشكلة النوم الزائد من خلال القيام بذلك مع أحد المتخصصين، سواءً في جلسة شخصية أو عبر الهاتف أو الإنترنت.